اعتبر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط ان «برحيل المطران غريغوار حداد، يكون لبنان فقد رمزاً من رموز الإعتدال والإنفتاح والحوار، وهو الذي كرّس جزءاً كبيراً من حياته لتأكيد هذه الثوابت وتكريسها في إطار عمله الكنسي ثم الإجتماعي والثقافي». (توفي مساء أول من امس عن 91 عاماً). وقال جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الالكترونية: «كان المطران حداد يصر على بناء الجسور بين اللبنانيين في أحلك الظروف وفي الأوقات العصيبة التي انقطعت فيها أواصل الصلة بين مختلف الشرائح اللبنانية، وعمل في شكل حثيث على إقامة الندوات واللقاءات الثقافية التي كانت ترمي في شكل أساسي لتأكيد نهج الحوار والتفاعل والتواصل بين مكونات المجتمع اللبناني المتعددة»، لافتاً الى ان «كم هي مهمّة وعميقة تلك الأفكار الإصلاحية التي طرحها وعمل على نشرها إنطلاقاً من فهمه مبادئ العلمانية الشاملة على رغم ثوبه الكنسي واقتناعه بأنها أحد أقصر الطرق لتأكيد المواطنة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد بمعزل عن انتمائهم الطائفي أو المذهبي. وكم هي بحاجة الكنيسة اليوم لهذه الأفكار وهذه الرؤية. وفي جهة المقابلة، كم هو الإسلام بحاجة في هذا الوقت للمزيد من الإصلاحات وإعادة القراءة العميقة للتعاليم والمفاهيم الأساسية». ورأى ان «العودة إلى أفكار المطران غريغوار حداد تتيح البحث في سبل إطلاق عملية التغيير الجدي في بعض المفاهيم الدينية عند المسيحيين والمسلمين خلال هذه الحقبة الصعبة، وتؤسس للحد من ظواهر التطرف والعنف التي تلصق بالأديان وتنفذ باسمها». وقال: «لعل البابا فرنسيس قرأ بعضاً من أعمال المطران حداد وأطلق أوسع عملية إصلاحية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وهي بدأت تؤتي ثمارها على الكثير من المستويات، لا سيما أنها تعكس عمق إطلاعه وتوجهه الإصلاحي الكبير». وكان جنبلاط أكد أن «ليس كل سني ارهابياً»، مشدداً خلال زيارة تعزية لعشائر العرب في خلدة: «يبقى الحوار أساسياً وضرورياً للحفاظ على العيش المشترك، اضافة الى دوره في تخفيف آثار وتداعيات الوضع في سورية، ناهيك بمشاكل المنطقة الأخرى». وقال: «جبهة النصرة معظمها من الشعب السوري، هل نلاحظ أن القصف الجوي لم يقترب بعد من داعش؟». مرق القطوع الى ذلك كتب جنبلاط عبر «تويتر» قائلاً: «بعد الصبحية الغنية والمرحة مع الأديبة الشهيرة إبريزا كستفليس، كان لا بد من القيام بواجب التعازي بمناسبة وفاة والدة القاضي جان بصيبص في كنيسة يسوع الأقدس في شارع بدارو». وتابع: «عند وصولي إلى الكنيسة شاهدت استنفاراً مهيباً للجيش، رشاشات 500، عناصر على سطوح الأبنية، إنتشار أمني في كل مكان، فظننت للوهلة الأولى أن خلية ل «داعش» وصلت إلى شارع بدارو. يا للهول!». وقال: «لكن تبين لاحقاً أن أحد كبار أركان الجيش كان يتقبل التعازي بمناسبة وفاة عمه، لذا وجب الحيطة... فتنفستُ الصعداء الحمدلله، مرق القطوع».