حشدت جماعة الحوثيين أمس في صنعاء وعدد من المدن التي تسيطر عليها الآلاف من أنصارها للاحتفال بذكرى المولد النبوي في ظل إجراءات أمنية مشددة شلت الحركة وأعاقت السير في شوارع العاصمة، فيما دعا زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أنصاره في خطاب بالمناسبة إلى مواصلة الحرب وعدم الاستسلام أو الاتكال على الأممالمتحدة. واعترف الحوثي في شكل غير مباشر بالهزائم الأخيرة التي منيت بها جماعته في مأرب والجوف على يد القوات المشتركة للمقاومة والجيش الموالي للحكومة والمدعوم من قوات التحالف، وأكد لأنصاره أنه لا خيار أمامهم إلا «استمرار المواجهة». من جهة أخرى ساد هدوء غريب أمس الحدود السعودية مع اليمن للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب. وعثرت قوات التحالف والجيش الوطني على كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة التي تركها مسلحو الحوثي وقوات صالح بعد فرارهم من مواقع القتال، فيما عزت مصادر فرارهم إلى الرد السعودي العنيف عليهم بعد خرقهم الهدنة. في غضون ذلك أكد الرئيس عبدربه منصور هادي تمسك حكومته بقرارات الشرعية الدولية بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2216 واتهم جماعة الحوثيين وصالح بشن حرب شاملة على المدنيين والانقلاب على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. وأشاد هادي خلال اجتماعه بالقيادات الأمنية والعسكرية في مدينة عدن بالانتصارات التي حققتها المقاومة وقوات الجيش ضد الانقلابيين الحوثيين وقال إن هذه الانتصارات «تتطلب من جميع القيادات العسكرية والسلطات المحلية أن تضطلع بمهامها في إطار خطط واضحة المعالم ومزمنة تتضمن أولويات المهام وآلية المتابعة والتنفيذ كي تكتب لها الديمومة والنجاح». ميدانياً، تواصلت المعارك أمس بين القوات المشتركة للمقاومة والجيش والمسنودة من قوات التحالف وبين مسلحي الجماعة وقوات صالح في جبهات محافظات تعز والجوف ومأرب وحجة مع استمرار تقدم المقاومة باتجاه صنعاء وصعدة حيث معاقل الحوثيين الرئيسة. وأغار طيران التحالف على مواقع للجماعة في محيط صنعاء في منطقتي بني حشيش وضلاع همدان، حيث دمر قواعد صاروخية ومخازن أسلحة، كما استهدف تجمعاتهم في مناطق متفرقة من تعز في المخا وحيفان والراهدة، وضرب أهدافاً أخرى في محافظتي صعدة وحجة. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في تعز العقيد منصور الحساني إن منطقة الأعبوس في مديرية حيفان شهدت اشتباكات عنيفة، مؤكداً أن المقاومة تمكنت من استعادة موقعين هما المصير والراجلة، بعد محاولة هجومية من قبل ميليشيا الحوثي وصالح. وكانت منظمة «أطباء بلا حدود» كشفت مساء أول من أمس (الثلثاء) أن الحوثيين منعوا وصول الإمدادات الطبية إلى المناطق المحاصرة في تعز وقالت سيلين لانغلوا منسقة الطوارئ في شهادة لها نشرت على الموقع الإلكتروني للمنظمة، بأن «الحوثيين أوقفوا شاحنات المنظمة التي تحمل إمدادات طبية، عند عدة نقاط تفتيش، قبل منعها من الوصول إلى المنطقة المحاصرة في مدينة تعز». على صعيد منفصل أفادت مصادر أمنية بأن أربعة مسلحين يعتقد أنهم من عناصر تنظيم «القاعدة» قتلوا في غارة لطائرة من دون طيار يرجح أنها أميركية استهدفت سيارة كانت تقلهم في مديرية «ناطع» الواقعة بين محافظتي البيضاء وشبوة. وفي عدن نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول محلي إن مسلحين مجهولين قتلوا ليلة الثلثاء - الأربعاء عقيداً في الجيش لم تعرف هويته والقيادي في المقاومة الجنوبية جلال العوبلي بإطلاق النار على سيارة كانا يستقلانها في حي دار سعد في شمال عدن. في نيويورك أعدت بريطانيا مشروع بيان كان منتظراً أن يتبناه مجلس الأمن بعد ظهر أمس (بتوقيت نيويورك) وبموجبه يرحب المجلس بجولة المحادثات التي جرت في سويسرا وحددت الخطوات المقبلة في العملية السلمية واتفاق الأطراف على وقف الأعمال القتالية معرباً عن القلق من الخروقات خلال المحادثات. كما يؤكد المجلس أن «وقف الأعمال القتالية والتزام الأطراف بقرارات مجلس الأمن يجب أن يقودا إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار»، مشيراً إلى «ترحيبه بالتزام الأطراف العمل من خلال لجنة الإشراف على وقف الأعمال القتالية، وعلى دعوة الأطراف إلى التقيد الكامل بوقف هذه الأعمال». كما يدعو كل الدول إلى دعم التزام الأطراف اليمنيين الحوار السياسي، ويدعو هذه الأطراف إلى «تطبيق الالتزامات التي قدمتها خلال المحادثات السياسية والتقيد بالموعد المحدد للجولة المقبلة والانخراط فيها من دون شروط مسبقة والامتناع عن الأعمال التي تقوض الانتقال السياسي».