لم يتصور الملحن الراحل بليغ حمدي أن تنطبق كلمات أغنية «أنا بستناك» التي لحنها للمطربة نجاة على مسلسل «مداح القمر» الذي يتناول سيرة حياته، إذ يواجه المسلسل منذ عامين تقريباً عقبة تلو الأخرى تحول دون تصويره حتى طال انتظار خروجه للنور. وعلى عكس مشكلات مسلسلات السير الذاتية التي تدور غالباً حول فلك النزاعات بين الورثة وصناع العمل، تأرجحت أزمات «مداح القمر» بين انسحاب الفنان ممدوح عبد العليم بعد خلافات مع المخرج مجدي أحمد علي، وبين اختلاف المخرج والجهة المنتجة للعمل وهي مدينة الإنتاج الإعلامي حول من سيخلف ممدوح عبد العليم لتجسيد شخصية بليغ حمدي، إذ وقع اختيار المخرج على الفنان الشاب محمد نجاتي على رغم أنه من فناني الصف الثاني في حين فضلت مدينة الإنتاج الإعلامي الفنان هاني سلامة الذي اعتذر عن عدم المشاركة في المسلسل لارتباطه بأعمال فنية أخرى بعدما رفضت الجهة المنتجة أجره المبالغ فيه، ليستقر الدور على محمد نجاتي. كما أسندت مهمة تأليف المسلسل الى الكاتب محمد رفاعي بعد فشل المؤلف بشير الديك بالفوز بالمسلسل الذي عرض عليه فكرته الفنان ممدوح عبد العليم. وفي خطوة نحو بدء تنفيذ المسلسل لعرضه قريباً علي الشاشة الصغيرة، اتفق المنتج المصري إبراهيم أبو ذكري مع رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية سيد حلمي على تقديم بعض التنازلات وقبول بعض الاقتراحات بخصوص بنود الشراكة بينهما في إنتاج المسلسل والبدء بتصويره التي تحدد ما للمدينة وما للمنتج في هذا العمل. وحددت أسعار الخدمات الإنتاجية والاستوديوات ووحدات التصوير. كما أعيد النظر في بعض البنود لجهة إمكان فسخها في شكل قانوني بحيث لا تترتب على المدينة أي جزاءات أو مخالفات، فضلاً عن مناقشة تفاصيل الشراكة لأن المدينة تطالب بأن تكون شريكاً مع ذكري في التسويق وهو ما وافق عليه ذكري، لكنه طالب بوضع ضوابط لذلك منها تقسيم السوق في ما بينهما حتى لا ينسق كلاهما مع القناة نفسها لعرض المسلسل. ويسلط المسلسل الضوء على حياة بليغ حمدي وعلاقته مع مشاهير الغناء في مصر والعالم العربي وعلى رأسهم عبد الحليم حافظ، نجاة، صباح، وردة، شادية، ميادة الحناوي، وغيرهم. مروراً بواقعة حادث مقتل الفنانة المغربية المغمورة سميرة مليان في منزل بليغ حمدي واتهامه بقتلها ما دفعه للسفر الى باريس لسنوات عدة، فضلاً عن علاقته بالشاعر صلاح جاهين، وزواجه من الفنانة الجزائرية وردة. وينتظر انتهاء المخرج مجدي أحمد علي من تصوير مسلسل «مملكة الجبل»، لعقد جلسات عمل مع طاقم العمل لبدء التصوير في أقرب وقت. مؤلف العمل محمد الرفاعي أوضح انه يجمع كل ما يتعلّق بسيرة بليغ من عدد من الفنانين والكتاب الذين عايشوه ومنهم شقيقه مرسي سعد الدين والشاعر عبد الرحمن الأبنودي والإذاعي وجدي الحكيم والشاعر محمد حمزة وسواهم، حتى لا يقع في فخ الأخطاء التاريخية. علماً أن حياة بليغ الفنية والشخصية تعجّ بالأحداث الدراماتيكية التي تعد مادة دسمة لتحويلها الى دراما تلفزيونية.