اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين كتيبة حسن الجابر التابعة لرئاسة الأركان العامة للجيش الليبي ومسلحين من «قوات دفاع برقة» المسيطرة على الموانئ النفطية شرق البلاد، بقيادة إبراهيم جضران، الذي حاول تصدير شحنة نفط من ميناء السدرة أخيراً وكاد ينجح، لولا تدخل البحرية الأميركية، التي اقتادت الناقلة «مورنينغ غلوري» من جنوبقبرص إلى الشواطئ الليبية. واندلعت الاشتباكات بعدما دكت قوات جضران بالأسلحة الثقيلة سريةَ إسطنبول المتمركزة في متحف أجدابيا (160 كيلومتراً غرب بنغازي) الذي يضم أسلحة استولى عليها الثوار خلال الحرب مع كتائب العقيد معمر القذافي. وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتيلين و11 جريحاً. وقال آمر سرية إسطنبول العقيد سعد بو السامرة ل «الحياة»: «هاجمتنا العناصر التابعة لجضران بالأسلحة الثقيلة والقذائف من دون سبب سوى أننا لم نغادر السرية، ما اضطرنا إلى الدفاع عن أنفسنا». وأضاف: «نتمنى حقن الدماء واللجوء إلى الحوار الذي سيجنّب المعتدين ثمناً غالياً بعد أن باءت بالفشل كل المحاولات والمساعي لإخراجهم من حقول النفط وموانئ التصدير». وجاءت الاشتباكات على خلفية سيطرة «كتيبة حسن الجابر» بقيادة محمد بوغفير السعيطي، على «معسكر لحنية» الذي يضم مخازن كبيرة للذخيرة والأسلحة، عند المدخل الغربي لمدينة أجدابيا، كخطوة أولى لمهاجمة قوات دفاع برقة وحرس المنشآت النفطية، وذلك بدعم من «كتيبة شهداء الجزيرة» التابعة أيضاً لرئاسة أركان الجيش. وأثارت هذه المساندة نعرة قبلية لدى سكان أجدابيا، إذ إن معظم أفراد «كتيبة شهداء الجزيرة» ينتمون إلى قبيلة الزوية المناهضة للفيديرالية، في حين يتحدر معظم أفراد قوات دفاع برقة وحرس المنشآت النفطية السابقين، من قبيلة المغاربة المؤيدة للحكم الذاتي في شرق ليبيا بقيادة جضران، رئيس ما بات يُعرف ب «المجلس السياسي لإقليم برقة». وأغلقت المكاتب الحكومية ومعظم المحال التجارية أبوابها، نظراً إلى قرب مواقع الاشتباكات من وسط المدينة، وذلك عشية الاجتماع المقرر عقده في بنغازي برئاسة رئيس مجلس أعيان ليبيا محمد المبشر، وبمشاركة عناصر من إقليم برقة غداً. على صعيد آخر، تعرض أحد المعسكرات التابعة للجيش في منطقة أبوسليم جنوب غرب طرابلس ليل أول من أمس، لتفجير بعبوة ناسفة، كما تعرضت «غرفة العمليات» التابعة لرئاسة الأركان على طريق مطار طرابلس، للنهب وأُحرقت. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع اعتقال اللواء سالم اقنيدي الذي كُلف برئاسة أركان الجيش، عقب إقالة اللواء يوسف المنقوش العام الماضي، على خلفية مساندته انقلاباً تلفزيونياً فاشلاً قاده خليفة حفتر الذي أذاع بياناً عبر قناة فضائية يعلن فيه وقف نشاط المؤتمر الوطني العام والحكومة. وذكر مصدر مأذون له في الوزارة أن قنيدي حضر اجتماعات «غير شرعية» وظهر عبر وسائل إعلام متحدثاً عنها. في سياق آخر، أعلنت السفارة الأميركية في طرابلس، أن البحرية الأميركية سلمت السلطات الليبية أمس الناقلة «مورنينغ غلوري» التي صادرتها وكانت تنقل شحنة مهربة من النفط. وجاء في بيان للسفارة: «سلمت القوات الأميركية حكومة ليبيا الناقلة في المياه الدولية قبالة الساحل الليبي، والحكومة الليبية وقواتها الأمنية باتت تسيطر على الناقلة».