دعت الخرطوم جارتها الجنوبيةجوبا (عاصمة جنوب السودان) إلى التعاون لوقف التدهور الأمني في منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين بعد مقتل وجرح عدد من الأشخاص خلال اشتباكات جرت في المنطقة واتهام السودان بتدبيرها، في حين أعلنت السلطات السودانية طرد المتمردين من مدينة في ولاية شمال دارفور. وحمّل جنوب السودان، الحكومة السودانية مسؤولية هجوم أول من أمس، في منطقة نيكور. وقال مسؤول ملف أبيي في حكومة الجنوب دنغ بيونق إنهم نبهوا قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في أبيي، من هجوم يلوح في الأفق، لكن الأخيرة فشلت في نشر قوات في المنطقة لمنعه. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان العقيد فيليب أغوير إن عناصر مسلحة موالية للخرطوم نفذت هجمات في أبيي منذ انسحاب قوات بلاده في وقت سابق امتثالاً لدعوة مجلس الأمن الذي طالب الجانبين بسحب فوري للمسلحين من المنطقة وفقاً لاتفاق حزيران (يونيو) 2011. واتهم أغوير الحكومة السودانية بالتخطيط لغزو المنطقة مرة أخرى من خلال مثل هذه الهجمات وقتل المدنيين الأبرياء. وانتقد صمت المجتمع الدولي، مؤكداً أن شباب قبلية «دينكا نقوك» الأفريقية متمسكون بالبقاء في المنطقة على رغم محاولات الخرطوم طردهم. غير أن قيادي في قبيلة المسيرية العربية في منطقة أبيي رفض اتهامات جوبا للخرطوم بدعم ميليشيات لطرد قبيلة «دينكا نقوك» من المنطقة. واتهم جيش جنوب السودان بنشر قوات في المنطقة بزي مدني. وقال ل «الحياة» إن قرار مجلس الأمن الأسبوع الماضي أكد وجود قوة من الجنوب في المنطقة تتألف من 600 عنصر، مطالباً حكومة الجنوب بسحبها. وقال مقرر اللجنة الأمنية السياسية المشتركة بين السودان وجنوب السودان المعز فاروق إن البلدين اتفقا على تسريع تطبيق الترتيبات الأمنية وتحديد «الخط صفر» والمنطقة المنزوعة السلاح على حدوهما خلال الأسبوعين المقبلين ومعالجة الأوضاع الأمنية السلبية في أبيي. وأوضح أن زيارة وزيري الدفاع والأمن في جنوب السودان إلى الخرطوم نهاية الأسبوع الماضي ركزت على إنشاء لجنة مراقبة الحدود وإنشاء إدارة وبرلمان وشرطة مشتركة في أبيي لفرض الأمن وتقديم الخدمات، كما اتُفق على إنهاء كل المظاهر العسكرية في المنطقة. من جهة أخرى، أعلن حاكم ولاية شمال دارفور عثمان يوسف كبر أن القوات الحكومية تمكنت من طرد قوات «حركة تحرير السودان» برئاسة مني أركو مناوي من مدينة اللعيت التي سيطروا عليها في منتصف الشهر الجاري بعدما كبدتهم خسائر كبيرة. وقال كبر لدى زيارته مدينة اللعيت أمس إن المتمردين دمروا مرافق حكومية وسوق المدينة ونهبوا الممتلكات العامة والخاصة. وأكد أن القوات الحكومية ستواصل زحفها لطرد المتمردين من كل المواقع التي هاجموها خلال الأسبوعين الأخيرين، متوعداً بتوجيه ضربات قاضية إليهم. وفي سياق آخر، أوقفت السلطات عناصر قالت إنها ضمن شبكة تجسس إسرائيلية في ولاية البحر الأحمر شرق السودان تورطت في حادثتَي قصف إسرائيل سيارتين في الولاية، وشنّ إسرائيل غارات على قوافل بحجة أنها تهرب سلاحاً إلى قطاع غزة عبر صحراء سيناء المصرية في عامي 2011 و2012. وقال مصدر أمني مطّلع إن الأجهزة الأمنية ظلت تتابع وتراقب بدقة النشاطات التجسسية الإسرائيلية، خصوصاً تحركات العناصر السودانية التي تسللت عبر مصر إلى إسرائيل منذ عام 2002 و2003 وتم تدريبها وإعادتها إلى السودان من طريق جنوب السودان وبعض دول الجوار.