تبادلت الخرطوموجوبا اتهامات بفتح جبهات جديدة على طول حدودهما ودعم متمردين مناهضين لحكومتيهما قرب منطقة أبيي المتنازع عليها على حدود ولاية جنوب كردفان ومنطقة الميرم الواقعة في هذه الولاية ومنطقتين أخريين في جنوب دارفور. وجاءت الاتهامات في ظل حملات ديبلوماسية لاحتواء التوتر ومنع اندلاع حرب شاملة بين الدولتين. ودعا الرئيس عمر البشير الى «تحرير» جنوب السودان من «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تحكم في جوبا. وقال، في كلمة القاها في الخرطوم: «شعارنا منذ اليوم تحرير السودان الجنوبي من الحركة الشعبية»، مضيفا «هذه مسؤوليتنا امام اخواننا في جنوب السودان». على الصعيد الامني، قال محافظ منطقة الميرم في جنوب كردفان العقيد فتحي عبدالله إن القوات السودانية صدّت هجوماً شنّه الجيش الجنوبي في منطقة بحر العرب على بعد 62 كلم جنوب مدينة الميرم. ورأى أن الهدف من هذا الهجوم تشتيت جهد القوات السودانية المتقدمة نحو هجليج، مؤكداً أن قواته كبّدت القوة المهاجمة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. كما اعلن الناطق باسم الجيش الجنوبي العقيد فليب أغوير أن اشتباكات وقعت بين جيش بلاده والقوات السودانية في منطقة وور دوت في ولاية شمال بحر الغزال الجنوبية وقرب جسر أقوق في منطقة بحر العرب القريبة من أبيي. وقال اغوير إن الاشتباكات خلّفت سبعة قتلى و20 جريحاً من الجيش الجنوبي و15 قتيلاً في الجانب السوداني، وأكد أنهم نجحوا في إجلاء القوات السودانية إلى الميرم في ولاية جنوب كردفان. إلى ذلك، رفعت شرطة ولاية الخرطوم استعداداتها الأمنية لأقصى درجة، لمواجهة «خلايا نائمة» يُشتبه في وجودها في عاصمة البلاد، وأشارت إلى أنها رفعت الاستعداد بنسبة 100 في المئة تحوطاً لأي محاولة للإخلال بالأمن على يد عناصر تلك الخلايا. وقال حاكم ولاية الخرطوم عبدالرحمن الخضر في اجتماع مع رجال مال وأعمال من أجل دعم المجهود الحربي، إن لجنة أمن الولاية توالي اجتماعاتها على مدار الساعة لترتيب الأوضاع الأمنية في العاصمة. وأعلن أن ولايته قررت فتح 14 معسكراً لتدريب الشباب وتكوين قوات احتياط وتسيير نحو الفين ممن وصفهم ب «المجاهدين» إلى مناطق العمليات في جنوب كردفان. وكانت أجهزة الأمن السودانية أعلنت الثلثاء ضبط مجموعة من الأسلحة والذخائر والوثائق والمستندات في منزل نائب رئيس حكومة جنوب السودان رياك مشار في الخرطوم. وقالت إن ما عثرت عليه من وثائق مع موقوفين يكشف خططاً تهدف إلى تقويض نظام الحكم في السودان عبر عملية عسكرية يتم تنفيذها خلال أيار (مايو) المقبل. ونشطت مساع ديبلوماسية أجنبية لاحتواء التوتر بين دولتي السودان. إذ وصل إلى الخرطوم أمس المبعوث الرئاسي الأميركي برينستون ليمان قادماً من جوبا لاجراء محادثات مع المسؤولين تركز على ضرورة وقف النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. لكن الخرطوم صعّدت من خطواتها ضد جوبا إذ تقدمت بطلب لعقد اجتماعين طارئين الأول لمجلس السلم والأمن الأفريقي على مستوى القمة والثاني لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير العبيد مروح إن الهدف من الاجتماعين بحث احتلال دولة جنوب السودان منطقة هجليج النفطية. من جهة أخرى، اتهمت السلطات السودانية متمردي «حركة العدل والمساواة» بالهجوم على منطقة سيسبان بولاية جنوب دارفور. وقالت إن المهاجمين جاؤوا على متن 45 سيارة ودمّروا برج إتصالات. وقالت إن قوة أخرى من المتمردين هاجمت منطقة أم دافوق المتاخمة لحدود افريقيا الوسطى. وقال حاكم ولاية جنوب دارفور بالوكالة عبدالكريم موسى عبدالكريم للصحافيين في نيالا عاصمة الولاية إن قوات الجيش طاردت متمردي «حركة العدل» حتى عبورهم الحدود إلى دولة جنوب السودان.