طرحت مجلة « فوربس» تساؤلاً عن علاقة السعادة بطول العمر، وفسرت دراسة حديثة تقول أن هناك مبالغة في الأخبار التي تقول إن السعادة تطيل العمر، وأن الاكتئاب يقصرّه، وربطت أسباب الوفاة بعوامل أخرى إضافية يتعرّض لها الانسان قد تؤدي إلى وفاته. الدراسة الجديدة فحصت ما لا يقل عن مليون امرأة من أنحاء بريطانيا بجيل أعلى من 60 عاما، والتي نشرت في المجلة الطبية "لانسيت"، ووجدت أن الحالة الصحية السيئة جعلت الناس يعيشون حياة أقصر. لكن إنه ليس من الصحيح أيضا، على حد قولهم أن التعاسة عامل يقصر الحياة بحد ذاته. ويقول الطبيب من جامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا بيتي ليو، إن "المرض يجعلك غير سعيد، لكن التعاسة بحد ذاتها لا تجعلك مريضا، ووجدنا أنه لا يوجد تأثير مباشر من التعاسة أو الضغوطات النفسية يسبب الوفيات، وهي دراسة استمرت 10 سنوات مع مليون امرأة". وقال السير ريتشارد بيتو المشارك في الدراسة من جامعة «أوكسفورد» "الإدعاء بأن التعاسة هو أحد أسباب الوفيات هو مجرد هراء. قارن ذلك مع التدخين الخفيف، فيما لو كنت تدخن خمسة حتى 10 سجائر في اليوم، أنت عرضة بمرتين للموت في منتصف العمر". وأضاف: "التعاسة قد تجعل الناس يتصرفون بطريقة غير صحية، مثل تناول أو شرب أطعمة أكثر من اللازم أو إيذاء أنفسهم، لكن هذا الوضع لا يوجد له تأثير مباشر بالتسبب بوفيات". و ركزت الدراسة على إجابات أكثر من 700 ألف امرأة اللواتي طلب منهن تقييم صحتهن، سعادتهن، الضغوطات التي يشعرن بها، ومشاعر السيطرة التي يمتلكنها عندما يشعرن بالراحة. خمسة من كل ستة قلن إنهن سعيدات أي تقريبا النصف (44 في المئة)، أما 39 في المئة قلن إنهن سعيدات معظم الوقت، لكن فقط 17 في المئة من النساء أبلغن أنهن غير سعيدات. وبعد ضبط المتغيرات مثل التدخين، ومؤشر كتلة الجسم، وعلاج مشاكل صحية مثل الربو والسكر والروماتيزم، لم تؤكد وجود اتصال بينها وبين مدى الشعور بالسعادة، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان ، وكل الأشخاص على نفس القدر من خطر الوفاة. وذكر بيتو "ما زال كثيرون يعتقدون أن الاجهاد أو التعاسة يمكن أن تسبب المرض مباشرة، لكنهم بكل بساطة يخلطون بين السبب والنتيجة"، وأضاف " بالطبع الناس الذين يعانون من المرض يميلون الى التعاسة أكثر من الاصحاء، لكن مليون امرأة بريطانية شملتها الدراسة أثبتت أن السعادة أو التعاسة نفسها لا يوجد لها تأثير مباشر على معدلات الوفيات". وبينت الدراسة أيضا، أن النساء اللواتي قلن في البداية إن حالتهن الصحية سيئة من المرجح جدا أن يقلن إنهن غير راضيات. خلال 10 سنوات من المتابعة، و مشاركة أكثر من 31 ألف امرأة توفي 4 في المئة من بينهن. لكن معدل الوفيات بين التعيسات لم يكن أعلى من اللواتي قلن إنهن سعيدات بالعادة. وللوصول الى هذا الاستنتاج، قام الباحثون بتعديل العديد من الأشياء، بما في ذلك تصنيف سيء للمرأة من ناحية صحية، وأيضا أي علاج لأي حالة صحية تعاني منها المرأة مثل ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، الربو والتهاب المفاصل والاكتئاب أو القلق. وقاموا بتعديلها بالتناسب مع عوامل اجتماعية وديموغرافية ونمط الحياة، بما في ذلك التدخين والحرمان والسمنة. وذكرت الدراسة أن هناك مسألة أخرى في الدراسة الحالية هي أن الرجال غير مشمولين، وربما دخول الرجال في الدراسة قد يحول النتائج قليلاً. ويقول مؤلفا الدراسة إن سوء الحالة الصحية وأنماط الحياة السلبية (مثل التدخين) قد يقصر العمر، لكن بعد السماح لمثل هذه الأمور فإن :"دراستنا المستقبلية الكبيرة تظهر أنه لا يوجد دليل قوي أن السعادة نفسها تقلل من التعرض لأمراض القلب، السرطان، أو العدد الإجمالي للوفيات، هم يقبلون الفكرة إنه لا يوجد وسيلة مثالية لقياس السعادة".