رجحت نتائج دراسات اجريت في بلدان غنية وفقيرة وصول الشعور بعدم السعادة إلى ذروته في منتصف العمر وأن تلك الحالة تنتاب النساء في وقت مبكر عن الرجال. وكشفت دراسة بريطانية أن ضغوط العمل والعلاقات تجعل أزمة منتصف العمر تبدأ في الثلاثينات لدى الكثير من البريطانيين وتحوله إلى أتعس عقد في حياتهم، فيما وجدت الدراسة التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في وقت سابق أن أعدادا متزايدة من البريطانيين من الفئة العمرية 35 إلى 44 عاما يشعرون بالوحدة والاكتئاب أكثر من الفئات العمرية الأخرى، وأن 21 بالمائة من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و44 عاما اعترفوا بأنهم شعروا بالوحدة في معظم الأوقات، فيما اعترفت نسبة مشابهة بالعلاقات السيئة، سواء في العمل أو المنزل، سببت لهم الشعور بالاكتئاب. وأوضحت الدراسة أن 28 % من البريطانيين والبريطانيات من الفئة العمرية 35 إلى 44 عاما تركوا وظائفهم بسبب علاقة سيئة في العمل مع زملائهم، ووصف معظمهم علاقاتهم مع شركاء حياتهم بأنها إيجابية، فيما أبدى واحد من كل خمسة منهم القلق بشأن الأوضاع المالية الراهنة. وأكدت دراسة بريطانية أخرى أن الرجال لا يوجد لديهم ما يعرف بسن اليأس الهرموني مثل النساء، وذلك وفق دراسة شملت 17 ألف رجل، وتبين أن نسبة هرمون الذكورة "التستوستيرون" لا ينعدم بل ينخفض بدرجة بسيطة جدا، ووفق ذلك رجح الخبراء أن تمتع الرجال بسن الشباب أطول من فترة تمتع المرأة به. وأظهرت دراسة تحليلية للاكتئاب والسعادة شملت مليوني شخص أن شعور المرء بالتعاسة في منتصف العمر ظاهرة عالمية، وبينت أن الناس في جميع أنحاء العالم يشعرون بأدنى درجات السعادة في أواسط الأربعينات من عمرهم. وأجرى الدراسة التي نشرت في مجلة العلوم الاجتماعية والطب المتخصصان في علم الاقتصاد، البروفيسور أندرو أوزوالد من جامعة وورويك، والبروفيسور ديفيد بلانتشفلوار من كلية دارتماوث، في الولاياتالمتحدة. ويشير الخبراء إلى أنّ أكثر الأمور المقلقة للرجال والنساء في منتصف العمر تتمثل في الخوف من التغييرات التي تأتي مع تقدم العمر كالإصابة بالمرض، لا سيما أمراض الضغط والسكري والقلب، والخوف من أن يصبح الرجل أو المرأة أقل جاذبية للجنس الآخر، والخوف من الموت.