تفاعلت قضية مقطع فيديو صور في مدرسة ابتدائية في منطقة حائل، يظهر غياب معلميها وإدارتها. وفيما أسفرت نتيجة التحقيق الذي أجرتها الإدارة العامة للتعليم في حائل إلى تأخر مدير المدرسة وثلاثة معلمين عن الحضور، إضافة إلى غياب أربعة معلمين، فإن المعلمين المتهمين بالتغيب نفوا عن أنفسهم هذه التهمة، وقرروا بدورهم رفع شكوى على الشخص الذي ظهر في المقطع، واتهمهم بالتغيب، وأجبر الطلاب على ترداد ذلك. وفتحت «تعليم حائل» أول من أمس، تحقيقاً موسعاً على خلفية شكوى تقدم بها ولي أمر طالب مدرسة ابن عبدالبر الابتدائية في قرية قصيريات (80 كيلومتراً غرب مدينة حائل) التابعة إلى مكتب التعليم في محافظة موقق، في شأن مزاعم عن وجود تسيب وغياب مستمر عن العمل من مدير ومعلمي المدرسة. وأثار المقطع المصور الذي تم تداوله خلال اليومين الماضيين، يظهر المدرسة ذاتها وهي خالية من المعلمين، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي. ويظهر في المقطع المتداول أحد الأشخاص (تحتفظ «الحياة» باسمه) وهو يؤكد أن المدرسة خالية من المدير والمعلمين، وأن «كشف الحضور» لم يوقع فيه أحد منهم حتى التاسعة صباحاً، كما يتحدث خلال المقطع الذي تبلغ مدته دقيقه و27 ثانية، عدد من طلاب المدرسة، وهم يؤكدون بأن المعلمين لم يحضروا حتى الآن لليوم الثاني على التوالي. إلا أن رواد التواصل الاجتماعي طالبوا إدارة التعليم، بالتأكد من صحة ما ورد في المقطع من معلومات ومحاسبة المقصرين. كما طالبوا الجهات الأمنية بسرعة فتح ملف تحقيق مع مصور الحادثة، لمخالفته الأنظمة بالدخول إلى إدارة حكومية والتصوير داخلها من دون إذن مسبق. بدوره، أوضح مدير الإعلام التربوي في «تعليم حائل» إبراهيم الجنيدي (في بيان صحافي تلقت «الحياة» نسخة منه)، أن المدير العام للتعليم في المنطقة الدكتور يوسف الثويني وجه بمتابعة القضية، لافتاً إلى أنه بعد زيارة المدرسة «تبين تأخر مدير المدرسة وثلاثة معلمين عن الحضور، إضافة إلى غياب أربعة معلمين»، مشيراً إلى إعداد تقرير متكامل عن القضية. وقال الجنيدي: «وجه الثويني بتكليف لجنة مكونة من مفتش إداري ومشرف قضايا ومشرف مختص من الإدارة المدرسية، لمباشرة التحقيق مع قائد المدرسة والمعلمين»، مضيفاً أن الثويني وجه أيضاً بتشكيل فريق عمل من مكتب التعليم في موقق وإدارة الإشراف التربوي، للإشراف على سير العملية التعليمية ومتابعتها. معلم: القصة «كيدية».. والمدرسة تقاضي المتورطين في المقطع قال أحد معلمي المدرسة (طلب عدم الكشف عن اسمه) ل«الحياة»: «إن المقطع الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، تم تصويره بطريقة كيدية من أحد أولياء أمور الطلاب، وهو من سكان القرية التي تقع فيها المدرسة»، موضحاً أن مصور المقطع والشخص الذي يتحدث خلاله، «دخلا إلى المدرسة في السابعة والنصف صباح الأحد الماضي، مستغلين حضور الطلاب باكراً، على رغم إبلاغهم، وكذلك إبلاغ سائق حافلة النقل، من مدير المدرسة المكلف بتأجيل موعد الاصطفاف الصباحي إلى الثامنة والربع، بداية من مطلع الأسبوع الجاري، وهو القرار الذي تم تعميمه على مدارس حائل كافة، بسبب برودة الأجواء في المنطقة خلال هذه الأيام». وأضاف المعلم: «قام الشخصان بإجبار الطلاب على الحديث بأن الساعة التاسعة صباحاً، على رغم أن التصوير كان في السابعة والنصف قبل نحو نصف ساعة من موعد وصول المدير والمعلمين. كما أجبروهم على ترديد عبارة تؤكد أن المعلمين غير موجودين ولم يحضروا أمس، على رغم أن اليوم الذي سبق تصوير المقطع هو يوم (السبت) وهو إجازة رسمية»، مشيراً إلى أن كشف الحضور «يثبت عدم صحة ما ورد في المقطع، خصوصاً أن المعلمين دونوا توقيعهم بالكشف بدءاً من الثامنة و45 دقيقة. كما أن مدير المدرسة حضر في التاسعة صباحاً، وتأخره بسبب ظرف طارئ». وحول ما تردد عن رصد إدارة المتابعة غياب أربعة معلمين، نفى المعلم ذلك. وأكد أن المتغيبين من المعلمين فقط اثنان، «أحدهما مرافق لوالدته المريضة في الرياض ولديه إجازة، والآخر يعاني من نزف ولديه هو الآخر إجازة طبية، فيما المعلمان الاثنان الآخران أحدهما في دورة فطن التدريبية، والآخر موجود خارج السعودية برفقة زوجته، في إجازة استثنائية تمتد إلى أربعة أشهر»، نافياً ما تردد عن عدم معرفة الطلاب بالقراءة والكتابة، وقال: «يوجد ضعف وقصور لدى عدد من الطلاب، وهو ضعف موجود في غالبية مدارس المملكة، وليس أمراً خاصاً بطلاب المدرسة، الذين لا يتجاوز عددهم 60 طالباً»، كاشفاً أن مصور المقطع «اتصل مساء على عامل المدرسة، وطلب منه عدم فتح أبواب المدرسة في اليوم التالي، لتصوير المقطع، رغبة منه في إثبات ما ردده في المقطع من معلومات مغلوطة، وهدد عامل المدرسة بتسليمه إلى الشرطة والجوازات، في حال لم ينفذ ما طلب منه». وعلمت «الحياة» أن إدارة المدرسة تقدمت بشكوى رسمية لدى محافظ مدينة موقق سالم الحربي، ضد مصور المقطع ومرافقه على خلفية اتصال أحدهما على عامل المدرسة، الذي ينتمي إلى جنسية آسيوية، طالباً منه عدم فتح الباب إضافة إلى قيامه باقتحام المدرسة والتصوير داخلها، وتصوير الطلاب والمستندات الرسمية، إلي جانب تحريض الطلاب وتصويرهم وهم يرددون معلومات غير صحيحة، كان أجبرهم على قولها قبل أن يقوم بصرفهم من المدرسة إلى منازلهم، في الثامنة والنصف قبل موعد وصول المعلمين.