أظهر استطلاع للرأي أن ثلثي الألمان تقريباً قلقون من توافد اللاجئين إلى البلاد وأن "الإرهاب" يأتي في المركز الثاني، فيما يشكك الكثير في قدرة البلاد التغلب على الأزمة. وبحسب الاستطلاع الذي أجرته "جامعة هونهايم" في مدينة شتوتغارت الألمانية، فإن 44.7 في المئة من المشاركين في الاستطلاع قلقون من "الإرهاب المتشدد"، وذكر غالبية المشاركين الهجوم الذي حدث في باريس أخيراً. وذكر موقع "نيوز 24" أنه من المتوقع أن تستقبل ألمانيا 800 ألف لاجئ على الأقل العام الحالي، كما أن الكثير من السلطات المحلية تعاني من تسجيل هذه الأعداد الهائلة والاهتمام بها. و في استطلاع آخر، أجراه المعهد الألماني لدراسات أوضاع المتقاعدين، شكك أكثر من نصف الألمان في قدرة اللاجئين على الاندماج مع المجتمع الألماني، وشكك الثلثين في قدرتهم على الاندماج في سوق العمل. ويعتقد اللاجئين عند وصولم إلى ألمانيا أن حياة رغيدة في انتظارهم، إلا أنهم يفاجؤون بكثرة اللاجئين في البلاد والوقت الطويل الذي يمضونه في الانتظار، إضافة إلى مشكلة اللغة. وينتظر اللاجئ وقتاً طويلاً حتى يستطيع الانضمام إلى معهد للغة بسبب كثرة الطلاب، ويتعين عليه الاعتماد على المساعدات المالية التي تقدمها الحكومة، والتي تسد احتياجاته الأساسية فقط، إلى أن يتمكن من تعلم اللغة و إيجاد فرصة عمل. لكن السلطات الألمانية تبذل جهداً لحل المشاكل التي تواجهها. ففي المدارس، يواجه المدرسين والمشرفين صعوبة في دمج الطلاب اللاجئين. وبسبب الازدياد المستمر لأعداد الطلاب، باشرت برلين بزيادة عدد الصفوف إلى 430 صفا دراسياً. وبحسب وكالة "رويترز"، ضمت المدراس بألمانيا في تشرين الأول (أكتوبر) 3 آلاف مدرس ومدرسة إلى طاقمها التعليمي، على رغم أنه من الصعب إيجاد مدرسين لتعليم اللغة الألمانية كلغة ثانية، كما أن زيادة عدد الطلاب يعني زيادة الموارد، من مترجمين وعلماء نفس وعامليين اجتماعيين. يذكر أن وزيرة العمل الاتحادية أندريا نالس قالت في أيلول (سبتمبر) الماضي، أن الوزارة "سترصد ما بين 600 مليون و1.1 بليون يورو للاجئين لإدخالهم إلى سوق العمل"، فيما أكدت الحكومة الألمانية استعدادها لتسهيل انضمامهم.