أوضح أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر، إنجاز 26 في المئة من أعمال مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض، وهو ما يتفق مع الجدول الزمني المُعد للمشروع، وذلك في أكثر من 170 موقعاً على امتداد مسارات شبكتي القطارات والحافلات في مختلف أرجاء المدينة. وأكد رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ المشروع - خلال تفقده أمس سير العمل في مسار الخط الأظخضر من المشروع (محور طريق الملك عبدالعزيز)، الذي يجري حفره عبر آلة حفر الأنفاق العملاقة، التي أطلق عليها سكان المدينة اسم «ظفرة» - أن وتيرة الإنجاز ستتسارع خلال الأشهر المقبلة بالتزامن مع وصول المشروع إلى مراحل متقدمة سيواكبها ازدياد في أعداد العاملين في المشروع الذين يزيد عددهم على 31 ألف عامل حتى الآن، من بينهم سبعة آلاف مهندس وإداري. وأشار إلى أن المشروع تخطى مراحله الصعبة، وبدأت معالمه تظهر على السطح، مطمئناً سكان مدينة الرياض بأن المشروع يسير وفق ما خُطط له. وأشاد بالكفاءات الوطنية الشابة العاملة في مشروع قطار الرياض، وقال: «لا نكاد نخطو خطوة واحدة في هذا النفق إلا ونواجه شاباً سعودياً، وهذا في حد ذاته يدعو إلى الفخر، ولا ننسى أنهم يعملون في أقسى الظروف وأسوء الأماكن التي يتحملها الإنسان، ويتحملون المشقة والتعب، ونرجو بأن يكون عطاؤهم على قدر مواهبهم التي اكتسبوها». واطلع أمير الرياض خلال الجولة على إجراءات الأمن والسلامة المعمول بها في المشروع، ونزل إلى أرضية النفق التي يبلغ عمقها 25 متراً تحت سطح الأرض، واستقل مقطورة خاصة إلى داخل النفق الذي يبلغ طول المنجز منه حتى الآن نحو 4.8 كلم في اتجاه الجنوب ضمن مسار طريق الملك عبدالعزيز، والممتد من طريق الملك عبدالله بجوار المقر الجديد لوزارة التعليم، حتى مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في وسط المدينة. وتوقف أثناء الرحلة عند المحطات الخمس التي يمر عبرها هذا الجزء من الخط الأخضر للقطار، والتي تضم كلاً من: المحطة المجاورة لقاعدة الملك سلمان الجوية، والمحطة المجاورة لمقر قيادة القوات الجوية الملكية السعودية، والمحطة المجاورة للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، والمحطة المجاورة لحي الضباط، والمحطة المجاورة لمقر وزارة الدفاع. وتتوزع الأعمال الجاري تنفيذها ضمن المشروع، بين أعمال حفر الأنفاق العميقة والسطحية التي بلغ طول المنجز منها حتى الآن أكثر من 13 كلم على كلٍ من الخط الأخضر (محور طريق الملك عبدالعزيز)، والخط الأحمر (محور طريق الملك عبدالله)، والخط الأزرق (محور شارع العليا - البطحاء)، والخط الأصفر (محور طريق مطار الملك خالد الدولي)، والخط البرتقالي (محور طريق المدينةالمنورة). وفيما تتواصل أعمال تركيب جسور المسارات في 11 موقعاً تتوزع بين جميع أرجاء المدينة، انطلقت أعمال تصنيع عربات القطارات في المشروع البالغ عددها 190 قطاراً، التي يجري تصنيعها خصيصاً للمشروع من ثلاثة من أكبر مصنعي عربات القطارات في العالم، وهم شركة SIEMENS الألمانية، وشركة BOMBARDIER الكندية، وشركة ALSTOM الفرنسية. «ظفرة» تنجز حفر مسارها في مارس 2016 تواصل الآلة العملاقة «ظفرة» طريقها في اختراق باطن الأرض لحفر الجزء الجنوبي من نفق مسار طريق الملك عبدالعزيز (الخط الأخضر) من مشروع القطار البالغ طوله 12.9 كلم، يربط بين طريق الملك عبدالله في شمال المدينة، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي في وسطها. وتمثل الآلة «ظفرة» إحدى سبع آلات جرى تصنيعها خصيصاً للمشروع لاستخدامها في حفر أنفاق ثلاثة مسارات بطول إجمالي يبلغ 47 كلم، ويتراوح طول الآلة الواحدة، ما بين 90 و120 متراً، وتقدر كمية الحفر اليومية لكل آلة بما يعادل 50 شاحنة، كما يصل وزن الآلة الواحدة نحو 2000 طن، بما يعادل وزن أربع طائرات من طراز «جامبو 747» بكامل حمولتها. وأنجزت «ظفرة» منذ انطلاقها في نيسان (أبريل) الماضي نسبة كبيرة من حفر المسار الخاص بها تحت الأرض ضمن مشروع مترو الرياض، إذ بلغ مجموع ما وصلت له 4.750 كلم من أصل 7.1 كلم. وذكر مهندس «ظفرة» المهندس راكان الصغير، أن إنجاز المسار الخاص بالآلة سيتم قبل الموعد المحدد بثمانية أشهر، إذ إن موعد الانتهاء من المسار سيكون في شهر مارس المقبل 2016. وأشار الصغير إلى أن طاقم عمل «ظفرة» يتكون من 100 مهندس وعامل وتعمل 24 ساعة متواصلة يومياً من دون توقف، مدعمة بالإمكانات العالية التي ساعدتها على العمل على رغم الظروف المناخية مثل الأمطار التي لم تتأثر بها.