أكد شهود ومسؤولون أمنيون عراقيون، أن «داعش» تعرّض لهجمات في مدينة «الشرقاط» من عناصر منشقّة عنه عرّفت نفسها باسم «أحفاد الوليد». والشرقاط آخر معاقل التنظيم في محافظة صلاح الدين (175 كلم شمال بغداد)، وتسعى السلطات العراقية الى استعادتها، بعدما حررت بيجي وتكريت في المحافظة. وقال شهود من داخل الشرقاط ل «الحياة»، أن «مجموعة من داعش انشقت عنه وعرّفت نفسها للسكان باسم أحفاد الوليد، استهدفت أحد حواجز التفتيش بعدد من القنابل اليدوية في منطقة الخصم، وسط المدينة، أسفرت عن قتل أربعة عناصر». وأضاف الشهود أن «التنظيم شنّ بعد ذلك، عملية اعتقالات واسعة في المدينة طاولت أقارب المنشقّين عقب فرار منفّذي العملية الى جهة مجهولة»، مشيرين الى أن «الوضع في الشرقاط مضطرب وهناك منزل لأحد قياديي داعش تعرّض للتفجير، وأطلق آخرون بعض الأناشيد الوطنية العراقية عبر مكبر الصوت في أحد مساجد المدينة، قبل أن يفروا». من جهة أخرى، قال قائد العمليات في صلاح الدين اللواء جمعة الجبوري، ل «الحياة»، أن «التنظيم تعرّض لانتكاسة عندما انشق نحو عشرة أشخاص منه وأقدموا على تنفيذ هجمات». وتابع أن «ما حدث مؤشر مهم إلى وجود مناوئين غير مقتنعين بفكر التنظيم ووجوده، وهي واحدة من العمليات التي تنفذ باستمرار، لكن داعش يمنع نشر أخبارها». وأشار الى أن «السكان على استعداد للمقاومة، لكن الخوف وقلة السلاح وعدم وصول الدعم سريعاً يحدّ من بدء ثورة داخلية، وهم ينتظرون الدعم الخارجي». وقال مصدر مطلع في محافظة صلاح الدين ل «الحياة»، أن «الخلافات التي تسبّبت بوقوع انقلاب على داعش، هي حكم المدينة والسيطرة عليها حيث يسعى كل الموجودين الى أخذ مواقع». وتعدّ الشرقاط في أقصى شمال محافظة صلاح الدين، أول مدينة في المحافظة تسقط في يد «داعش»، بعد توسّعه خارج حدود محافظة نينوى في حزيران (يونيو) الماضي. وهي تمثّل مركزاً مهماً في المحافظة بسبب وجود مساحات كبيرة من المزارع، توفر المحاصيل الزراعية، كذلك فهي تضمّ قلعة أشور التي فجّر «داعش» بوابتها قبل أشهر قليلة. ويقطن البلدة التي فرّ منها نحو 40 في المئة من سكانها، عرب غالبيتهم من عشيرة الجبور، وهناك سكان من عشائر الدليم والعزة والجميلات وعشائر صغيرة أخرى. ولا تشهد الشرقاط وجوداً فعلياً للجماعات السلفية، وكان العديد من سكانها ينتمون الى الجيش العراقي السابق والقوى الأمنية، وبعد عام 2003، انضمّوا الى جيش الطريقة «النقشبندية»، وهي الجناح العسكري لتنظيم البعث بقيادة عزة الدوري.