قال مسؤولون عراقيون إن الاستعدادات جارية لطرد تنظيم «داعش» من آخر معاقله في محافظة صلاح الدين حيث يوجد التنظيم منذ العام الماضي. وقال قائد عمليات صلاح الدين اللواء جمعة عناد إن «القوات العراقية استعدت في شكل واسع في مناطق جنوب بيجي للانطلاق بعملية استعادة مدينة الشرقاط آخر معاقل داعش في محافظة صلاح الدين». وأضاف «أن متطوعين من صلاح الدين وآخرين من الجيش والشرطة والحشد الشعبي سيشاركون في العملية التي من المتوقع أن لا تكون صعبة أسوة بباقي مناطق صلاح الدين التي حُررت، ولكنها لن تكون سهلة أيضاً، باعتبارها قريبة من نينوى». وتحاذي محافظة صلاح الدين محافظة نينوى وتقع بينهما مدينة الشرقاط التي كانت تتبع إدارياً نينوى قبل أن يقتطعها نظام صدام حسين في سبعينيات القرن الماضي من أجل إنشاء محافظة صلاح الدين الجديدة. وسقطت مدينة الشرقاط في 10 من حزيران (يونيو) من العام الماضي في أيدي «داعش» تحوّلت إلى معقل للتنظيم في صلاح الدين، ولم تسعَ القوات العراقية حتى الآن لاقتحامها رغم سيطرتهم على بيجي القريبة منها. وقال قائممقام الشرقاط علي دودح ل «الحياة» إن «الاستعدادات جارية في مخمور وجنوب بيجي للتقدم نحو الشرقاط وطرد التنظيم والسيطرة على حدود محافظة نينوى والاقتراب من الموصل». وقال دودح إن «متطوعين من الشرقاط تلقوا أسلحة من الأميركيين في مخمور ومن آخرين في جنوب بيجي القريبة من الشرقاط، أكملوا استعداداتهم وتجرى اجتماعات على مستوى القادة في بيجي لغرض الانطلاق في تحرير الشرقاط خلال الأيام القادمة بعدما انتهت الزيارة الأربعينية التي يحيها الشيعة في كربلاء بجنوبالعراق وتسببت بتأخر انطلاق العمليات». وأضاف أن «المخاوف تكمن في وجود آلاف العائلات داخل الشرقاط من النازحين من تكريت والمسحك والزوية والبو عجيل وبيجي في صلاح الدين، إضافة إلى سكان الشرقاط الذين يمنعهم داعش من الخروج ويتواصلون معنا ويشعرون بالخوف من استهدافهم في حال دخول القوات المحرِّرة أو تعرضهم للقصف الجوي الخاطئ». وأوضح أن «سهولة العملية أو صعوبتها في طرد التنظيم لا يمكن التكهن بها الآن لأن الشرقاط لم تشهد عمليات سابقة، لكن بالتأكيد الآمال تنعقد على أنها ستكون سهلة أسوة بما جرى في عمليات التحرير السابقة بتكريت وبيجي في صلاح الدين». وكشف قيادي في الحشد الشعبي أن مفارزه تمكّنت من تنفيذ عملية داخل الشرقاط نجحت في قتل قيادي في التنظيم الإرهابي واثنين من معاونيه. وقال القيادي إن «مفرزة قتالية خاصة من الحشد الشعبي توغلت لمسافة سبعة كيلومترات تحت جنح الظلام إلى داخل الشرقاط عبر مسارات سرية واستهدفت مقراً رئيسياً لتنظيم داعش»، مشيراً إلى أن «القوة نجحت في قتل أبو حذيفة معاون مسؤول مفارز نقل الانتحاريين ضمن ما يعرف بولاية صلاح الدين في تنظيم داعش واثنين من معاونيه بالإضافة إلى قتل ثلاثة حراس كانوا في محيط المقر».