بدأت مئات العائلات العراقية النازحة من بلدة يثرب، جنوب تكريت، بالعودة إلى منازلهم، بعد شهور على تحريرها من سيطرة «داعش»، وسط مخاوف من عمليات انتقامية. وجاءت العودة بالتنسيق بين محافظ صلاح الدين رائد إبراهيم ونائب قائد «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس واتفاق عشائري. وواجه العائدون بعض المتاعب عندما حاول بعض عشائر قرية بني سعد منعهم من العبور إلى بلدتهم. وقال جاسم المزروعي، وهو موظف في جامعة تكريت وأحد سكان يثرب إنه كان ينتظر وعائلته في الضلوعية لكنه فوجئ بأقاربه عائدين، مشيراً إلى أن «سكان القرية المجاورة منعوهم من العبور بدعوى أنهم موالون لداعش». وأضاف أن «العائلات ظلت تنتظر لكنها حصلت على تطمينات من أبو مهدي المهندس بعدم التعرض لهم»، مبيناً أن «معظم السكان مناوئون للتنظيم والدليل أنهم نازحون وهو مع أي إجراء قانوني ضد الموالين». وبينما كان المسؤولون في المحافظة يجتمعون لحلحلة المشكلة ومنع وقوع اعتداءات والسماح لسكان يثرب بدخول بلدتهم الزراعية الصغيرة الواقعة قرب نهر دجلة، أجرت «الحياة» اتصالاً مع أمين السر في مجلس محافظة صلاح الدين جاسم محمد العطية لسؤاله عن مدى المخاوف من تكرار موضوع يثرب وقرية بني سعد في مناطق أخرى. فقال إن «تكرار الأمر في هذا الوقت مستبعد في المناطق السنية لكن المخاوف تكمن في المناطق المختلطة (السنية، الشيعية) ونحن نسعى إلى عدم حدوث عمليات اعتداء على السكان الأبرياء». وقال مواطن من قضاء بلد التي تتبعها بلدتي يثرب وبني سعد ل»الحياة» إن «الذي يأوي عناصر «داعش» ومن قتل أبناءنا يستحق أن يحاسب من قبلنا وهذا أمر عشائري وراد ولكن لا نعتدي على أبرياء أو عائلات ليس لهم دخل في التنظيم». وأضاف، رافضاً نشر اسمه إن «العائلات التي تعود لا يمكن معرفتها كلها ولا يمكن تحديد الملوثة يديه بدماء الناس وأموالهم لذلك على الحكومة التدقيق أكثر حتى نحصل على ضمانات ولا نحتاج إلى أن نكون ضحايا». وتنقسم محافظة صلاح الدين إلى مدن موزعة بين غالبية سنية وأقلية كردية وشيعية حيث يسكن السنة في تكريت وسامراء وبيجي والشرقاط (الشرقاط خاضعة ل»داعش» والدور، فيما تسكن غالبية كردية في طوزخورماتو، وبعض التركمان والشيعة يسكنون في مركز بلد والدجيل. وقال ضابط في شرطة المحافظة برتبة نقيب ل»الحياة»: «ليس من السهل حفظ أمن العائدين فما زالت المناطق، حتى وإن خلت من «داعش»، مضطربة وهناك فصائل حشد شعبي مختلفة وعشائر مسلحة وهناك الكثير من العائلات حتى السنية تسعى إلى الانتقام من عائلات أخرى من طائفتها انحازت إلى التنظيم». وأضاف إن «الشرطة تسعى إلى الحل لأنها لا تريد أن يبقى الوضع على ما هو عليه لكن المصالحة من اختصاصات الحكومة المحلية والعشائر ونتمنى أن يزول الإشكال قبل أن تقع عمليات انتقام». وقال الباحث في جامعة تكريت عمر حامد ل»الحياة» إن «ملف التصفيات مخيف وقد يتسبب بتغيير الطبيعة السكانية في المحافظة وبعودة الاضطرابات». وأضاف إن «محاسبة المخطئين بالقانون ضرورية».