عزت إسرائيل تصريح الرئيس رجب طيب أردوغان أول من أمس بأن «الشرق الأوسط سيكسب كثيراً من تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل»، وأن الأمر «ممكن إذا تم التوصل إلى اتفاق على تعويض ضحايا سفينة مرمرة، وإذا رفعت إسرائيل الحصار عن غزة»، إلى خشية أنقرة من أن تبقى خارج صفقات الغاز الطبيعي بين إسرائيل واليونان وقبرص. وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى تعمد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية عدم التعقيب رسمياً على التصريح، بل ردّ في شكل غير مباشر حين أصدر بياناً عن توثيق العلاقات بين إسرائيل واليونان وقبرص. وقالت أوساط سياسية رفيعة إن إسرائيل ترفض قطعاً رفع الحصار عن غزة، وأنها قدمت للأتراك اقتراحاً بتعويض أسر ضحايا سفينة مرمرة التي اعترضها سلاح البحرية الإسرائيلية ربيع عام 2010 وقتل عشرة من ركابها، بمبلغ 20 مليون دولار، «لكن الحكومة التركية رفضته، ونحن لا نفكر بتغيير الاقتراح. الكرة في الملعب التركي... ولا نعتزم دفع أي ثمن في مقابل التطبيع». ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول إسرائيلي كبير استغرابه عودة الرئيس التركي إلى شرطه رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، مدعياً أن أردوغان تراجع عن هذا الشرط خلال المفاوضات السابقة على تطبيع العلاقات. ورأى وزير الطاقة يوفال شطاينتس إن تصريح الرئيس التركي نابع من أسباب كثيرة، أبرزها التقدم الحاصل في مخطط الغاز الطبيعي في البحر المتوسط ورغبة تركيا في شرائه من إسرائيل، وسط أنباء بأن أنقرة معنية بمد أنبوب من آبار الغاز الطبيعي من المياه الإقليمية التابعة لإسرائيل إلى تركيا، ومنها إلى سائر أرجاء العالم». ونقلت الصحف عن أوساط سياسية رفيعة في تل أبيب أنها «تتمتع برؤية الرئيس أردوغان والأتراك يتصببون عرقاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد نزاعهم مع الرئيس بشار الأسد وامبراطورية (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وحتى مع الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي)، وفي المقابل، فإنهم يتابعون بقلق التعاون بيننا وبين اليونان وقبرص في موضوع الغاز».