خرج آلاف المتظاهرين في شوارع العاصمة العراقيةبغداد ومدينة البصرة السبت الماضي، للتنديد ب «التوغل التركي»، إذ قامت تركيا بنشر حوالى 150 مدرباً عسكرياً في منطقة بالقرب من مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، ورفضت حكومة بغداد هذا التدخل، واعتبرته عملاً غير شرعي يناقض قواعد الأممالمتحدة. وكان الجدل حول القضية بين العراقيين سيد الموقف في مواقع التواصل الاجتماعي، بين من رأى أن التظاهرات شعبية خالصة، وبين من أكد أنها مسيّرة من فصيل سياسي بعينه. ونشر مغرّدون في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، صوراً لعدد من السياسيين العراقيين المشاركين في التظاهرات، مثل القيادي في ميليشيا «الحشد الشعبي» وعضو مجلس النواب هادي العامري، بينما نشرت صفحة «بغداد» في موقع «فايسبوك» صوراً لنائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي، أثناء وجوده في ساحة التحرير (وسط بغداد)، وهو يشارك في التظاهرات. وأثارت صور المالكي جدلاً كبيراً، إذ كتب أحد المتابعين: «لا أفهم، عراقيون يتظاهرون من أجل السيادة بزعامة شخص أسقطوه واتهموه بالفساد»، وقالت صفحة «بغداد» أن المتظاهرين رفضوا وجود المالكي، وحمّلوه مسؤولية ما آل إليه الوضع في العراق خلال الأعوام الأخيرة. وتناقل المغردون صوراً نسبوها إلى المتظاهرين في مدينة البصرة (جنوبالعراق)، تظهر إحراق لوحات إعلانية لشركات تركية، واستغرب آخرون التركيز على التدخل التركي والتغاضي الشعبي والرسمي عن التدخل الإيراني المستمر منذ سنوات. وكانت تركيا أعلنت الأسبوع الماضي، إرسال 150 جندياً إلى بعشيقا قرب مدينة الموصل، لتدريب قوات عراقية وتجهيزها لقتال تنظيم «داعش»، ما أثار غضب الحكومة العراقية التي نفت علمها وموافقتها على الوجود العسكري التركي، ولجأت أخيراً إلى مجلس الأمن للمطالبة بانسحاب فوري وغير مشروط.