أعلنت وكالة الطاقة الدولية أمس، أن العالم يشهد وفرة في معروض النفط بعد تكوين مخزونات قياسية في الأشهر الأخيرة، وأنّ تباطؤ نمو الطلب العالمي ومرونة الإمدادات من خارج «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) قد يزيدان تخمة المعروض العام المقبل. وجاء في التقرير الشهري للوكالة، أن «وصول مخزون النفط إلى مستوى قياسي يبلغ ثلاثة بلايين برميل يعطي الأسواق العالمية مقداراً من الارتياح»، مضيفة أن وفرة المخزون توفّر حماية غير مسبوقة من الصدمات الجيوسياسية والتعطّل المفاجئ للإمدادات. وأفادت الوكالة بأن إمدادات النفط العالمية تجاوزت 97 مليون برميل يومياً في تشرين الأول (أكتوبر)، لتزيد مليوني برميل عن مستواها قبل عام، مع تعافي الإنتاج من خارج «أوبك» من مستوياته المتدنية التي سجلها في الشهر السابق. وتتوقّع الوكالة تراجع نمو الطلب العالمي على النفط إلى 1.21 مليون برميل يومياً في 2016، من مستواه المرتفع البالغ 1.82 مليون برميل يومياً العام الحالي. وأضاف التقرير: «على رغم المرونة التي يتمتّع بها منتجون مثل روسيا، إلا أنه يُتوقع أن تنكمش إمدادات المعروض من خارج أوبك بأكثر من 600 ألف برميل يومياً في العام المقبل». ورفعت الوكالة تقديراتها للطلب على نفط «أوبك» في 2016، بمقدار 200 ألف برميل يومياً إلى 31.3 مليون. وتتوقع أن يزيد الطلب على نفط المنظمة في النصف الثاني من 2016، بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً عن مستواه في النصف الأول ليصل إلى 32 مليون برميل يومياً، ما يتجاوز المستوى الحالي لإنتاج المنظمة. وأظهرت بيانات الوكالة أن العراق حلّ محل السعودية كثاني أكبر مصدّر للنفط إلى أوروبا، مرجحة أن تتمكن إيران من بيع ما لا يقل عن 400 ألف برميل إضافي يومياً لمشترين في آسيا وأوروبا عندما تُرفع عنها العقوبات. وأضافت: «لهذا السبب يُرجح أن يستمر احتدام التنافس على السعر بين المنتجين». وانتزعت روسيا حصصاً سوقية من «أوبك» في كثير من أسواق آسيا بفضل خط أنابيب يمتد إلى المحيط الهادئ والصين. وشكّل هذا التحوّل فرصاً للمنافسين في الأسواق الأوروبية التي كانت تهيمن عليها روسيا، وباعت السعودية هذا العام خاماً لشركات تكرير بولندية وسويدية. وتابعت الوكالة: «بينما تركّز العناوين على التنافس بين روسيا والسعودية على المكانة في القارة، سحب العراق البساط من تحت أقدام منافسيه الإقليميين». وتستورد أوروبا أكثر من تسعة ملايين برميل يومياً من الخام من خارج المنطقة، وتشكل الخامات التي تحتوي على نسبة عالية من الكبريت أكثر من ستة ملايين برميل من تلك الكمية. وعلى رغم استمرار سيطرة خام الأورال الروسي بحصة تبلغ نحو 55 في المئة، إلا أن العراق فاز بحصة سوقية كبيرة منذ العام 2012، بعد تشديد العقوبات على إيران وفق وكالة الطاقة. ومنذ منتصف 2014، ارتفع إجمالي حجم صادرات العراق نحو 40 في المئة إلى أكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً، وبلغ حجم مبيعاته إلى أوروبا مليون برميل يومياً في شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس)، لترتفع حصته السوقية إلى 17 في المئة، ما سمح له بالتفوّق على السعودية وفق الوكالة. وأكدت مصادر تجارية في قطاع النفط للوكالة، أن العراق يُخطط لتصدير 2.90 مليون برميل يومياً من خام البصرة من مرافئه النفطية الجنوبية الشهر المقبل. واستندت المصادر إلى برنامج أولي لتحميل النفط. وتزيد شحنات كانون الأول (ديسمبر) قليلاً عن تلك المخطط لتصديرها هذا الشهر، والبالغ حجمها 2.819 مليون برميل يومياً بدعم من زيادة صادرات الخام العراقي الثقيل. ونقلت وكالتا «إنترفاكس» و «تاس» الروسيتان للأنباء، أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، لا يتوقع أن تتخذ «أوبك» خطوات لخفض إنتاج النفط في اجتماعها في 4 كانون الأول المقبل. وقال الوزير: «أرى أن ذلك مستبعد أخذاً في الاعتبار موقف كبار المنتجين». وفي الأسواق، واصلت العقود الآجلة للخام الأميركي خسائرها للجلسة الثالثة على التوالي، لتبلغ أدنى مستوياتها في أكثر من شهرين، متأثرة بارتفاع مخزون النفط الذي هبط عشرة في المئة منذ مطلع تشرين الثاني (نوفمبر). وبلغ سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة 41.57 دولار للبرميل، بعدما سجل أقل سعر له عند 41.38 دولار، وهو أدنى مستوياته منذ 27 آب (أغسطس). وبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» 44.14 دولار للبرميل، بزيادة ثمانية سنتات عن سعره في الجلسة السابقة، لكنه يظل قريباً من مستوياته المتدنية التي سجلها في آب.