قاد المهاجم اللامع والهداف البارع سعد الحارثي (27 عاماً) فريقه النصر أول من أمس إلى تحقيق فوز كبير وانتصار مثير على الأهلي في دور الذهاب من الدور ربع النهائي لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بثلاثة أهداف من دون رد في المواجهة الكروية التي أقيمت بينهما على ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة، ونجح الحارثي في إحراز الأهداف الثلاثة «هاترك» في الشوط الثاني مستفيداً من موهبته التهديفية الفذة، وروعته الأدائية اللافتة، إذ شكل وحده خطاً هجومياً خطراً أرهق دفاع الأهلي وحارسه، وأرعب مدربه وجماهيره الكبيرة في المدرجات التي اضطرت إلى مغادرة مدرجات الملعب وعدم إكمال اللقاء بعد الهدف الثالث الذي كان بمثابة الضربة القاضية التي حسمت النتيجة للنصر وسهلت من مهمته كثيراً في مواجهة الإياب يوم الجمعة المقبل في الرياض. وتألق «الذابح النصراوي» المولود في 3 شباط «فبراير» 1984 في اللقاء كثيراً وصال وجال وأشعل فتيل النزال منذ الدقائق الأولى التي كاد من خلالها يهز الشباك لولا براعة الحارس ياسر المسيليم، ولكن حماسة الحارثي وعزيمته وإصراره على إسعاد الجماهير النصراوية لم تذهب سُدى، إذ أبدع وسطع في سماء النجومية في الشوط الثاني، ونجح في تسجيل الهدف الأول في وقت باكر من تمريرة ولا أروع من الغيني باسكال فيندنو سددها سهلة بثقة عالية على طريقة كبار الهدافين في الشباك، وعاد وجه السعد النصراوي لينثر الفرح مجدداً بتسجيل الهدف الثاني من كرة رأسية رائعة سكنت مرمى المسيليم بعد عكسية الأرجنتيني فيغاروا من خطأ خارج ال18 الأهلاوية، وأكمل الغزال النصراوي ليلة الفرح الجميلة بإحرازه الهدف الثالث من كرة تباطأ مدافع الأهلي محمود معاذ في إبعادها ليخطفها الهداف المرعب ويركلها في الشباك كهدف ثالث لفريقه، وثالث له شخصياً «هاترك»، ويجهز بذلك الذابح على أحلام وآمال وطموحات الأهلي، ويذبحها من الوريد إلى الوريد في ليلة الصلح الكبير والعودة إلى مغازلة الشباك والنجومية من جديد. وعانى الهداف النصراوي الكبير من فترة صعبة عاشها في الأسابيع الماضية جراء غيابه عن التهديف بشكل رسم أكثر من علامة استفهام، خصوصاً منذ العودة من الإصابة القوية «الرباط الصليبي» التي تعرض لها في العام الماضي، إذ حاول الحارثي أن يهز الشباك في أكثر من لقاء وأن يرسم ملامح الفرح في مدرج الشمس الرهيب، ولكن محاولاته التهديفية لم تكن في مستوى التطلعات، ليدخل «الذابح» في مرحلة التحدي مع النفس، ويرقُب اللقاءات الكبيرة التي لا يظهر فيها إلا الكبار على أمل أن يرد على منتقديه وأن يعيد الثقة لكل من شكك في قدراته التهديفية وقلل من موهبته الفنية، لتأتي مواجهة الأهلي التي أعادت الحارثي إلى مقدم قائمة أبرز وأميز الهدافين في الملاعب السعودية، في ليلة نصراوية عريسها محبوب الجماهير ونجمها الأول في الزمن الحالي، والذي مهد طريق العالمي في الوصول إلى الدور نصف النهائي، وفجر براكين الغضب في أروقة الراقي.