خرج الناشرون ومسؤولو دور النشر المشاركة في معرض جدة الدولي للكتاب أمس، من التفكير في احتمالات الربح والخسارة إلى جني مكاسب المشاركة فعلياً، فمنذ الساعات الأولى تدفقت جموع الزوار من مختلف المشارب والأهواء وينتمون إلى أجيال وفئات اجتماعية متنوعة، فاكتظت جنبات المعرض وغصت أجنحة دور النشر الشهيرة بالرواد والمهتمين الذين أقبلوا عليها لاقتناء كتبهم. ووفقاً إلى ناشرين تحدثوا إلى «الحياة»، فإن الروايات إضافة إلى كتب الفلسفة والفكر كان لها نصيب الأسد من اختيارات رواد المعرض. ولم يكن الإقبال على الرواية السعودية وحده، إنما شمل الرواية العربية والمترجمة تحديداً، بل إن الرواية السعودية لم تشهد إقبالاً كما المعتاد، ربما لعدم صدور روايات مهمة، أو لأن الرواية السعودية، كما يقول أحد الزوار، «لم تعد تلفت الانتباه. أعتقد أنها استنفدت ما لديها من مواضيع شائكة، ودخلت في دائرة التكرار». على أن عدداً من الزوار عبّر عن تذمره من المزاجية التي لاحظها لدى الناشرين، في ما يخص أسعار الكتب. وقال زائر: «عندما أختار كتاباً وأتقدم للبائع للسؤال عن الثمن، يأخذ هذا البائع الكتاب مني ويهزه مرتين، تصور، كأنما هو يزنه! ثم يقول لي السعر»، متسائلاً: «هل الأسعار تحددها ضخامة الكتاب أم محتواه أم أهمية الكاتب». واقترحت زائرة وضع معايير صارمة للأسعار، «حتى لا يمكن التلاعب بها من دور النشر، التي تعودت النظر إلينا كميسورين، في حين حتى لو كنا كذلك، والكثير منا بالطبع ليس كذلك، لا بد من ضرورة وجود الأخلاق، إذا لم توجد رقابة من المعرض، كما هو الحال في معارض أخرى». وعبّر عدد من الناشرين مثل دار أثر السعودية عن تفاؤلهم، واعتبر عبدالسلام القبلان أن التنظيم ممتاز، مشيراً إلى أن الرواية تشهد اكتساحاً لديهم. أما خالد العاني من الدار العربية للموسوعات (بيروت) فيرى أن المعرض ممتاز تنظيماً، موضحاً أن الإقبال جيد. وقال إن خيارات الزوار تذهب إلى الرواية وكتب الفلسفة. وأبدت لولوة المناعي من دار مداد الإماراتية تفاؤلها الكبير في ما يخص الإقبال على الكتاب، مشيرة إلى أن الإقبال أكثر على الروايات الخليجية، «التي اكتسحت المبيعات». وتوقّع حزام بن راشد من دار نوفا يلاش الكويتية، بازدياد الإقبال. مشاهدات جناح الهيئة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لم يكن داخل المعرض إنما خارجه تماماً، ويفصل بين الجناح والمعرض عدد من المطاعم. وجد الزوار صعوبة في الدخول إلى ردهات المعرض بسبب الازدحام الكثيف والتفتيش الدقيق الذي يقوم به رجال الأمن. اشتكى بعض الناشرين من تأخر وصول دفاتر الفواتير والأكياس الخاصة بالمعرض، إضافة إلى عدم فسح الكتب سوى في وقت متأخر. عدم وجود مصلى تسبب في تذمر الكثير من الزوار، الذين طالبوا بسرعة التدخل وتهيئة مكان لإقامة الصلاة فيه، ما جعل إدارة المعرض تهيأ مصلى في قاعة كانت مخصصة لفعالية اقتصادية. رأى بعض الزوار أن الإعلانات عن المعرض لم تكن كافية، وأنه كان يمكن التكثيف من الدعاية، خصوصاً أن المعرض يعود بعد انقطاع طويل. بعض الناشرين لم يتسنَ لهم إدخال كراتين الكتب إلى الجناح، بسبب الازدحام عند الدخول. خلا المركز الإعلامي من أعضاء اللجنة الإعلامية إلى وقت متأخر من يوم أمس، وبدا المركز شبه خاوٍ طوال اليوم.