أعلنت منظمة «هيومان رايتس ووتش» اليوم (الأحد) أن الحوثيين أغلقوا عشرات المنظمات غير الحكومية في اليمن ونفذوا حملة اعتقالات طاولت عديد الناشطين منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في أيلول (سبتمبر) 2014. وأفادت المنظمة بأنها استجوبت ناشطين من أربع منظمات في صنعاء أغلقها الحوثيون في نيسان (أبريل) الماضي لارتباطها بحزب «الإصلاح»، وهو حزب مقرب من الإخوان المسلمين ومعارض للحوثيين المدعومين من طهران. وأبلغ مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في اليمن المنظمة أنه منذ سيطرتهم على العاصمة اليمنية «دهم الحوثيون 33 منظمة في صنعاء وأغلقوها، وصادروا أصول ومعدات عدد منها»، مشيراً إلى أن «غالبية هذه المنظمات مُنعت من إعادة مُزاولة نشاطها وخصوصا تلك المُوالية لحزب (الإصلاح)». وكان يُعتبر الحزب أحد أبرز مكونات «المقاومة الشعبية» التي تقاتل إلى جانب قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتضم مزيجاً من «الإسلاميين» ورجال القبائل والعسكريين السابقين ومقاتلين من الحراك الجنوبي. وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للمنظمة جو ستورك: «يأتي إغلاق الحوثيين للمنظمات في خضم حملة احتجاز واختفاء قسري للناشطين ورموز المُعارضة السياسية والصحافيين»، مضيفاً أن «هذا نهج قمعي إضافي يستخدمه الحوثيون للتضييق على مساحة الديموقراطية في المناطق التي يسيطرون عليها». وسيطر الحوثيون المدعومون من الوحدات العسكرية التي ما زالت موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، على مناطق شاسعة من اليمن منذ تموز (يوليو) 2014. وفي 26 آذار (مارس) الماضي تولت السعودية قيادة تحالف عربي دعما للرئيس هادي ولوقف تقدم الحوثيين الذين وصلوا إلى عدن، عاصمة اليمن الموقتة. وأدى النزاع الدائر إلى سقوط أكثر من 5800 قتيل وحوالى 28 الف جريح بينهم العديد من المدنيين بحسب «منظمة الصحة العالمية». ويلتقي ممثلون عن الحكومة والمتمردين الحوثيين وحلفاؤهم بعد غد في سويسرا لعقد محادثات سلام برعاية الأممالمتحدة.