حقّقت القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة اليمنية أمس، مزيداً من التقدم في جبهات محافظات تعز والضالع وفي الجوف التي شهدت معارك ضارية، بالتزامن مع قصف كثيف لطيران التحالف طاول مواقع مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في تعز والحديدة. وأعلن الناطق باسم الجماعة رئيس وفدها المفاوض محمد عبد السلام، قبل توجُّهه أمس مع وفد من حزب «المؤتمر الشعبي» إلى مسقط ومنها إلى سويسرا، أن الجماعة ملتزمة وقف النار بدءاً من يوم غد الإثنين، قبيل المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة بين الحكومة اليمنية والمتمردين. وقال عبدالسلام في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرة مطار صنعاء: «استلمنا مسودة من الأممالمتحدة لتكون أرضية لحوار سويسرا، وقدّمنا ملاحظات». لكنه أشار إلى أن «المسودة الأممية النهائية» لم تستوعب ملاحظات جماعته حول «مكافحة الإرهاب وترتيبات وقف النار». لكنه اشترط ان يوقف التحالف عملياته من اجل التزام الحوثيين وقف النار. إلى ذلك، أفادت مصادر المقاومة أمس بأن طيران التحالف كثّف غاراته على مواقع الجماعة في محافظة تعز، حيث طاول القصف مواقع الحوثيين في منطقة «حبيل سلمان» في محيط جامعة تعز وفي منطقتي الجحملية وصالة، ومناطق المسراخ والراهدة والشريجة والوازعية وموزع. وامتدت الغارات إلى مواقع للجماعة في سواحل المخا والخوخة على البحر الأحمر. وأضافت المصادر أن المقاومة وقوات الجيش الوطني اليمني تمكّنت من فتح الطريق العامة في منطقة» نجد قسيم»، بعد طرد الحوثيين وقتل خمسة منهم وتدمير عدد من آلياتهم، كما سيطرت على جبل «ورقة» المطل على منطقة «الأقروض والمطالي» جنوب تعز. في محافظة الضالع، أكدت مصادر المقاومة أنها سيطرت على منطقة «يعيس» شمال المحافظة بعد معارك مع الحوثيين أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم. وأشارت إلى أن مسلحي المقاومة يواصلون التقدُّم شمالاً لاستعادة مدينة «دمت». وفي جبهة محافظة الجوف التي تقترب القوات المشتركة للجيش والمقاومة من الوصول إلى أطراف عاصمتها مدينة الحزم، أفادت مصادر بأن المقاومة استولت على مناطق وادي حلحلان وقرية «أم الجنع»، بعد معارك ضارية مع الحوثيين الذين فروا من المنطقة مخلّفين آليات ثقيلة وذخائر، وتكبّدوا عدداً من القتلى. وفي مدينة عدنالجنوبية، منح الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس قائد قوات العمليات الخاصة السعودية في عدن العقيد الركن عبدالله بن سهيان «وسام الشجاعة». وأفادت مصادر الحكومة بأن هادي نوّه ب «دور المملكة العربية السعودية بقيادة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومواقفها الأخوية إلى جانب اليمن». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) عن هادي قوله إن «أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والخليج حيث وحدة الجوار والعقيدة والدم والمصير المشترك، وستظل كذلك وحدة اللحمة والموقف في مواجهة الأجندة والأطماع الدخيلة على قيمنا الأخلاقية والإنسانية، وعقيدتنا الإسلامية وعروبتنا ومصيرنا المشترك». إلى ذلك، استعاد محافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي أمس، مبنى المحافظة الرئيس في مديرية المعلا، بعدما أقنع مسلحين محسوبين على «المقاومة الجنوبية» بتسليمه في مقابل وعود لهم بمتابعة مستحقاتهم المالية ودمجهم في الجيش والأمن. إلى ذلك، سحقت القوات البرية السعودية وحرس الحدود مساء أمس مسلحين من ميليشيا الحوثي وعلي صالح أطلقوا قذائف «كاتيوشا» و»هاون» على قرى حدودية سعودية في حدود السرداح وأبوالرديف والظهر غير المأهولة بالسكان، من داخل الحدود اليمنية. وقالت مصادر ل «الحياة» إن القوات السعودية ردّت على مصادر النيران بعنف، وضربت مجموعة مسلّحة حاولت الاقتراب من حدود السعودية.