أفادت مصادر الحكومة اليمنية في الرياض أمس، بأنها اتخذت قراراً بالمشاركة في المفاوضات مع الحوثيين التي دعت إليها الأممالمتحدة أواخر الشهر الجاري، في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة ووقف الحرب واستعادة المسار السياسي الانتقالي، استناداً إلى قرار مجلس الأمن، الرقم 2216 ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. في غضون ذلك، شن طيران التحالف العربي أمس غارات على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة يسيطر عليها مسلحو جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، جنوبصنعاء، وفي محافظات تعز والجوف والبيضاء وصعدة وشبوة، وسط أنباء عن سقوط عشرات من القتلى والجرحى، وتدمير آليات وعتاد ضخم للجماعة. وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ نقل رسالة من الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، يدعو فيها الحكومة اليمنية الشرعية إلى المشاركة في جولة جديدة من المفاوضات مع الحوثيين وحلفائهم، مؤكداً أن الجماعة أعلنت التزامها تنفيذ القرار 2216 من دون شروط. وفيما تستعد وحدات الجيش الوطني اليمني، بدعم من قوات التحالف لمعركة تحرير الجوف من الحوثيين، بدأ أمس مئات من عناصر قوات النخبة في الجيش السوداني الانتشار في عدن، غداة وصولهم إليها للمساعدة في حفظ الأمن وتأهيل الأجهزة الأمنية والعسكرية، في إطار الجهود المشتركة لقوات التحالف بقيادة السعودية. وطاولت غارات التحالف أمس مواقع للحوثيين وقوات علي صالح جنوبصنعاء، في مديرية سنحان مسقط رأس الرئيس السابق. وأفاد شهود بأن الغارات استهدفت معسكري عمد والعرقوب في خولان الطيال، ومواقع مجاورة في مناطق رهم وقاع القيضي ووادي المحاقرة. كما طاول القصف معسكر اللواء 26 في مديرية السوادية بمحافظة البيضاء ومواقع للحوثيين والقوات الموالية لهم في مديرية مكيراس، بين محافظتي البيضاء وأبين. وأكدت «المقاومة الشعبية» أن غارات أخرى دمرت قواعد لإطلاق الصواريخ، وقتلت عدداً من مسلحي الجماعة في منطقة حيد بن سبعان الواقعة بين مديريتي عسيلان وبيحان في محافظة شبوة المتاخمة لمأرب من جهة الجنوب. وطاولت الغارات مناطق في محافظة تعز التي تشهد مواجهات ضارية بين مسلحي «المقاومة» وقوات الجيش الموالية للرئيس هادي من جهة، والحوثيين من جهة أخرى، كما ضربت مواقع الحوثيين وآلياتهم في منطقة نقيل الخشبة، بين محافظتي إب والضالع. وأكدت المصادر أن عشرات من الحوثيين سقطوا بين قتيل وجريح، نتيجة الغارات وهجمات «المقاومة». وقال مصدر محلي إن مسلحي الجماعة يقصفون الأحياء السكنية بقذائف «كاتيوشا» و «هاون» وبالدبابات من جبل أومان والقصر الجمهوري وجبل الوعش. وعلى الحدود الجنوبية، شنّت طائرات التحالف أمس غارات على مديريتي رازح ومنبه قرب محافظتي الخوبة والعارضة السعوديتين، ودمرت مخازن للسلاح والذخائر في عدد من الكهوف. كما شنت غارات على مدينة حرض الحدودية، شرق محافظة الطوال السعودية، مستهدفة تجمُّعات عسكرية تابعة للحوثيين وعلي صالح في حجة.