في تطور ميداني مفاجئ سيطر مسلحو جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أمس على مديرتي «دمت» و»جبن» في محافظة الضالع الجنوبية، بعد معارك ضارية مع «المقاومة الشعبية» التي نفدت ذخيرتها، لكنها أعادت تنظيم صفوفها استعداداً للعودة إلى هذه المواقع، فيما استهدف طيران التحالف مواقع الجماعة وقوات صالح في محافظات الحديدة وعمران والضالع والبيضاء وحجة. إلى ذلك، أفادت مصادر في المناطق التي سيطر عليها الحوثيون أن هدفهم من الهجوم تخفيف الضغط عن قواتهم في تعز ومأرب والجوف. وقد أعملوا النهب وتفخيخ البيوت، استعداداً لنسفها. (راجع ص 2) وكانت ميليشيا الحوثي وصالح تمكنت من دخول مدينة «دمت»، بعد وصول تعزيزات كبيرة إليها، من «ذمار» و»يريم» و»الرضمة»، في وقت نفدت ذخيرة «المقاومة» والجيش، بسبب سوء التنسيق، على ما أفاد مصدر في «المقاومة». في غضون ذلك، ضرب إعصار»ميغ» المداري أمس جزيرة سقطرى في بحر العرب في طريقه إلى خليج عدن وسواحل اليمن الجنوبية والشرقية مصحوباً برياح قوية وأمطار شديدة وارتفاع في أمواج البحر، في حين أطلقت السلطات المحلية نداء استغاثة إلى الحكومة ودول الجوار لإنقاذ سكان الجزيرة متوقعة سقوط ضحايا وأضرار بالغة في البنية التحتية جراء الرياح وفيضان مياه البحر والأمطار. وأفادت مصادر محلية أن قوة الإعصار تجاوزت قوة سلفه إعصار «شابالا» الذي ضرب الجزيرة والسواحل اليمنية الأسبوع الماضي. من جهة أخرى، تواصلت المعارك في مناطق متفرقة من محافظتي تعز ولحج، وفي جبهات القتال داخل مدينة تعز نفسها التي يطوقها الحوثيون منذ أشهر ويقصفون أحياءها بالمدفعية والصواريخ في ظل تأكيد «المقاومة» قتل وجرح العشرات منهم. كما أفادت هذه المصادر في محافظة البيضاء أن 10 حوثيين على الأقل قتلوا في مكامن متفرقة في مديرية «ذي ناعم» ومنطقة «قيفة» القبلية قرب مدينة رداع، بالتزامن مع غارات لطيران التحالف على مواقع الجماعة في منطقة «آل حميقان». وأكدت مصادر محلية وشهود أن الحوثيين والقوات الموالية لهم تمكنوا إثر هجوم عنيف من السيطرة أمس على مديريتي» دمت» «وجُبَن» في محافظة الضالع الجنوبية بعد معارك ضارية استمرت حوالي أسبوع، فيما أفادت مصادر «المقاومة» أنها انسحبت إلى منطقة «مريس» المجاورة، جنوب «دمت»، بعد نفاد ذخيرتها وعدم قدرتها على مواجهات آليات الحوثيين الثقيلة. وأضافت أن مسلحي «المقاومة» أعادوا تنظيم صفوفهم في محاولة لرد الهجوم واستعادة المدينة، وذلك غداة خسارتهم قياديين بارزين قتلا في المواجهات هما الشيخ نايف الجماعي والشيخ صالح ريشان. وأفاد شهود أن قوات التحالف أنزلت أسلحة وذخيرة للمقاومة في منطقة «سناح»، شمال الضالع، وأن طيرانها استهدف مواقع الحوثيين في «دمت» ودمر عدداً من آلياتهم. كما أوضحت المصادر أن مسلحي الجماعة تمكنوا إثر تقدمهم من جهة مديرية الرياشية في البيضاء من دخول مركز مديرية «جبن» التابعة لمحافظة الضالع، بعد مواجهات محدودة مع مسلحي المقاومة، في حين أكد سكان في «دمت» أن الحوثيين دهموا منازل معارضيهم، وبدأوا في تفخيخ بعضها استعداداً لتفجيرها. وكثف مسلحو الجماعة المدعومة من إيران هجماتهم في الأسابيع الأخيرة على امتداد غرب تعز وجنوبها في اتجاه باب المندب ومحافظة لحج الجنوبية، ومن جهة شمال على امتداد الضالع، في محاولة للتوغل مجدداً في عدنوالمحافظاتالجنوبية التي طردوا منها في حزيران (يونيو) الماضي، في عملية مشتركة بين مسلحي «المقاومة الشعبية الجنوبية» والجيش الموالي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقوات التحالف. ويرى مراقبون أن الحوثيين من خلال فتحهم جبهات جديدة نحو الجنوب يحاولون تخفيف الضغط على قواتهم في تعز ومأرب والجوف ويسعون إلى صرف انتباه التحالف وقوات الجيش الوطني وتأخير تقدمه نحو صنعاء من جهة مديرية «صرواح» غرب مأرب.