تبنّى تنظيم «داعش» أمس تفجيرات بصهاريج وشاحنات مفخخة استهدفت بلدة تل تمر الكردية في محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 60 قتيلاً وعشرات الجرحى، في وقت استمرت المعارك بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري على أكثر من جبهة وأقرت حكومة دمشق بانسحاب جيشها من بلدة مهين التي سيطر عليها «داعش» بعد معارك عنيفة في ريف حمص الشرقي (وسط البلاد). وقال ريدور خليل الناطق باسم وحدات حماية الشعب الكردية إن عدد القتلى في هجمات تل تمر ارتفع الى ما بين 50 و60 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجرحى 80. ونقلت «رويترز» عنه قوله من خلال خدمة رسائل عبر الانترنت أن أحد الانفجارات الثلاثة وقع أمام مستشفى والثاني في سوق والثالث في منطقة سكنية في بلدة تل تمر التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب. وألقت قوات الأمن الكردية (الأسايش) في بيان على موقعها الالكتروني المسؤولية على تنظيم «داعش» الذي أقر بمسؤوليته في بيان نُشر على الانترنت. وجاء في البيان» «تمكّن ثلاثة من فرسان الاستشهاد من اختراق الحصون الأمنية لمرتدي (حزب العمال الكردستاني) في بلدة تل تمر... وقتل في هذه العمليات المباركة ما لا يقل عن 60 مرتداً وعشرات الجرحى». وأوردت وكالة الأنباء السورية «سانا» الرسمية بدورها حصيلة بلغت 60 قتيلاً في تل تمر التي تبعد 40 كلم غرب مدينة الحسكة التي تتقاسم السيطرة عليها القوات النظامية ووحدات حماية الشعب الكردية. وذكرت الوكالة أن «التفجيرات نفذها إرهابيون انتحاريون بواسطة صهريجي مازوت وشاحنة محملة بالسكر ووقعت قرب أحد المراكز الصحية وفي شارع فلسطين وسوق الجملة التجاري المزدحم بالمواطنين». ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات النظام والطائرات الروسية نفّذت عشرات الضربات بالبراميل المتفجرة والصواريخ على جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وأضاف أن الغارات جاءت «وسط استمرار الاشتباكات في محاور عطيرة وغابات الفرلق وجب الأحمر وعدة محاور أخرى من ريف اللاذقية الشمالي، بين حزب الله اللبناني وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية مدعمة بالحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر، تترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام يستهدف مناطق الاشتباك». وفي محافظة إدلب المجاورة، أشار المرصد إلى مقتل عنصرين «من فيلق إسلامي» وإصابة آخرين بجروح «جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة كانوا يستقلونها بالقرب من بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي»، في حين نفذت طائرات حربية «من المرجح أنها روسية» ضربات مكثفة على مدينة معرة النعمان وقرى الموزرة واحسم وعين لاروز بجبل الزاوية، وقرية الناجية بريف مدينة جسر الشغور بالريف الغربي لإدلب، وتل مرق وقرية القصابية جنوب إدلب حيث قُتل طفلان ورجل. وفي وسط البلاد، قال المرصد إن طائرات حربية «يُعتقد أنها روسية» نفّذت غارات على محيط بلدة مهين وقرية حوارين بريف حمص الجنوبي، بالتزامن مع قصف لطائرات مروحية على المناطق ذاتها، بالتزامن مع اشتباكات بين تنظيم «داعش» وبين قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مهين. وأقر النظام بأنه انسحب من مهين بعد أيام فقط من سيطرته عليها، في حين نشر تنظيم «داعش» صوراً تؤكد سيطرته على البلدة وتشير إلى مقتل عشرات الجنود من قوات النظام. وفي شمال سورية، قال المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور بين «قوات النظام وحزب الله اللبناني ومسلحين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وتنظيم جند الأقصى والحزب الاسلامي التركستاني من جهة أخرى في عدة محاور بريف حلب الجنوبي، وأنباء عن تقدم لقوات النظام في محور بلدة الزربة».