حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من محاولات تستهدف «دفع المنطقة نحو الانقسام والفوضى، وتهديد أسس ومبادئ العيش المشترك بين الشعوب». وجدد دعوته المجتمع الدولي إلى اعتماد «مقاربات شاملة لمكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله بالمال والسلاح». وشدد في ختام زيارته إلى أثينا أمس على ضرورة «نزع فتيل الأزمات التي تشهدها دول في المنطقة، بما يحفظ كيانات الدول ومؤسساتها الوطنية، ويوفر البيئة المناسبة لتحقيق الأمن والاستقرار». وعاد السيسي أمس إلى القاهرة، بعد زيارة لليونان استمرت ثلاثة أيام بحث خلالها في التعاون في ملفي الأمن والاقتصاد. ووفقاً لبيان رئاسي مصري، فإن السيسي زار قبل مغادرته أثينا مقر البرلمان اليوناني، حيث اجتمع مع رئيس البرلمان نيكوس فوتسيس في حضور نوابه وممثلين عن الأحزاب المُمثَلة في البرلمان. وأوضح البيان أن اللقاء «تناول آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو شرق المتوسط، وتوافقت رؤى الجانبين على أهمية تكاتف المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات في المنطقة، خصوصاً في كل من سورية وليبيا». وأشار البيان إلى أن الجانبين «نوها إلى أهمية الحفاظ على كيانات الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب، ودعم مؤسساتها وصون مقدرات شعوبها التي تتطلع إلى إرساء الأمن والاستقرار من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية». واتفق الجانبان أيضاً على أن «حل القضية الفلسطينية، من شأنه أن يساهم بفاعلية في إحلال السلام وترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن القضاء على إحدى أهم الذرائع التي ترتكن إليها الجماعات الإرهابية لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها». ونقل البيان وعد رئيس البرلمان اليوناني ب «سرعة إقرار الاتفاقات التي سيتم التوصل إليها سواء على المستوى الثنائي بين القاهرةوأثينا، أو على المستوى الثلاثي مع قبرص»، مشيراً إلى أن تعزيز العلاقات البرلمانية بين الدولتين عقب تشكيل مجلس النواب المصري الجديد سيساهم في تطوير العلاقات. وأكد السيسي حرص مصر على «تطوير علاقاتها مع اليونان في مختلف المجالات، بما فيها تنشيط العلاقات البرلمانية»، معرباً عن تطلعه إلى «تعزيز العلاقات البرلمانية بين الشعبين المصري واليوناني، وتكثيف تبادل الزيارات بين أعضاء المجلسين لتدشين مرحلة جديدة من التعاون بين المؤسستين التشريعيتين». وكان السيسي استقبل مساء أول من أمس في مقر إقامته في أثينا وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس، وبحث معه في «التطورات الإقليمية، وأهمية التحرك العاجل لمواجهة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله بالمال والسلاح، فضلاً عن العمل على نزع فتيل الأزمات التي يشهدها عدد من دول المنطقة، بما يحفظ كيانات الدول ومؤسساتها الوطنية، ويوفر البيئة المناسبة لتحقيق الأمن والاستقرار». وشدد على «ضرورة التصدي للمحاولات كافة التي تستهدف دفع المنطقة نحو الانقسام والفوضى، وتهديد أسس ومبادئ العيش المشترك بين الشعوب». وأشاد وزير الدفاع اليوناني بالمناورات العسكرية «ميدوزا 2015» الجارية بين القوات المسلحة في البلدين، معتبراً أنها تعكس «حجم التنسيق والتعاون العسكري المتنامي بيننا». وأشار إلى اهتمام بلاده بتطوير التعاون مع مصر، «لا سيما في ضوء دورها المحوري والفعال كأحد أهم دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وكشريك استراتيجي لليونان في مواجهة التحديات المشتركة». ولفت السيسي إلى «أهمية تعزيز التعاون العسكري في ظل الظروف البالغة الدقة التي تشهدها المنطقة، وما تفرضه من تحديات متزايدة، وعلى رأسها تحدي الإرهاب الذي يتسع نطاقه على الساحتين الإقليمية والدولية، فضلاً عن تفاقم أزمة اللاجئين التي تُلقي بتداعياتها على أمن واستقرار دول المتوسط والقارة الأوروبية». وعاد إلى القاهرة أيضاً أمس رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي بعد زيارة رسمية إلى اليونان، شهد خلالها المرحلة الرئيسة للتدريب البحري - الجوي المشترك الذي ينفذ للمرة الأولى بين البلدين بمشاركة عناصر القوات البحرية والقوات الجوية لكل منهما. واعتبر بيان عسكري أن التدريب الذي استمر بضعة أيام «يأتي في ضوء العلاقات المتميزة التي تربط الجيشين في العديد من المجالات»، مشيراً إلى أن المرحلة الرئيسة للتدريب تضمنت «تنفيذ العديد من الأنشطة الرئيسة من خلال إدارة أعمال قتال جوية وبحرية مشتركة، والتدريب على أعمال الاستطلاع الجوي والبحري واعتراض الأهداف المعادية». وجرى خلال التدريب «تنفيذ تمارين عدة بمشاركة القطع البحرية المصرية واليونانية لتفادي الألغام والتصدي لهجوم العائمات السريعة والزوارق، واكتشاف وتعقب الغواصات المعادية، والتدريب على مهمات البحث والإنقاذ والتصدي لأعمال التهريب والهجرة غير المشروعة وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها والسيطرة عليها». كما نفذت القطع البحرية المشاركة تدريباً للرماية بالذخيرة الحية «لصد وتدمير الأهداف السطحية والجوية المعادية، وتأمين الوحدات البحرية ضد الطيران المعادي باستخدام أسلحة الدفاع الجوي المختلفة».