حذر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي مرشحي انتخابات الرئاسة المقررة في 14 الشهر الجاري، من «إعطاء وعود لا يمكنهم تحقيقها»، ونهاهم عن تقديم «تنازلات» للغرب في الملف النووي، تمسّ «مصالح» طهران. كلام خامنئي ورد في خطاب ألقاه عند ضريح الإمام الخميني، مؤسس الجمهورية، في الذكرى ال24 لوفاته. وحضر الاحتفال سبعة من المرشحين الثمانية للانتخابات، في استثناء حسن روحاني الذي كان في جولة انتخابية في محافظة أصفهان، حيث شارك في مراسم دفن رجل دين إصلاحي. واعتبر المرشد أن «إيران التي كانت تابعة للغرب، تحوّلت دولة مستقلة»، مضيفاً: «علّم الإمام الخميني الشعب، انه في إمكانه تنفيذ ما يريد». ورجّح «فشل أي تحرك احتجاجي بعيد من الشعب». ورأى أن «الأعداء خططوا لجعل الانتخابات تهديداً لإيران، يحاولون ثني الشعب عن التصويت»، مشدداً على أن «الشعب سيسطّر في يوم الانتخابات، ملحمة كبرى جديدة يرد عبرها على حيل الأعداء ومكائدهم». وأشار إلى أن «القانون هو الذي يحكم المعركة الانتخابية»، متسائلاً: «في أي مكان في العالم، غير إيران، يُتاح لكل المرشحين الاستفادة من الإعلام الرسمي، في شكل متساو»؟ واعتبر خامنئي أن «التصويت لأيٍّ من المرشحين الثمانية، هو تصويت للجمهورية وعلى الثقة بالنظام وآلية الانتخابات»، لافتاً إلى أن «وسائل الإعلام الأجنبية تريد بعد الانتخابات أن تدّعي أن المرشد كان يريد فلاناً رئيساً. هذا خطأ. لا مرشح مفضل لديّ». ونصح المرشحين بالامتناع عن «إعطاء وعود لا يمكنهم تحقيقها»، مضيفاً: «المرشحون يوجهون انتقادات، وهذا حقهم. لكن عليهم ألا يزيدوا من قتامة الصورة، وألا ينكروا كل الأمور المهمة جداً التي تحققت خلال ولاية هذه الحكومة والحكومات السابقة. يجب ألا ننكر كل ما أُنجز، بذريعة وجود مشكلات اقتصادية وتضخم». وزاد: «على الرئيس المقبل أن يكون دؤوباً ويهتم بالاقتصاد ويركّز على المصالح العليا للبلاد، من دون اهتمام بقضايا هامشية». وحذر خامنئي من أن «بعضهم يعتقد، خطأً، بأن علينا تقديم تنازلات للعدو، للحدّ من غضبه، ووضعوا مصالحهم قبل مصالح الأمة الإيرانية. هذا خطأ. على المرشحين أن يعدوا الامتناع عن تفضيل مصالح العدو، على المصلحة الوطنية. إذا نجنا في حلّ المشكلات الاقتصادية، سيصبح (الأعداء) عاجزين». ولايتي في غضون ذلك، تحدث علي اكبر ولايتي، مستشار المرشد للشؤون الدولية، عن «دائرة مفرغة علينا الخروج منها»، في محادثات ايران مع الدول الست المعنية بملفها النووي. ولايتي المرشح للرئاسة، أكد انه سيتبع ب «دقة» توجيهات خامنئي للدفاع عن حق ايران في «الاستخدام السلمي للطاقة النووية»، مشيراً إلى انه سيقترح، في حال انتخابه، إجراء محادثات ثنائية مع أعضاء في الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، ومع دول «لها نفوذ على الساحة الدولية». وأضاف أن ايران لا تريد أن «تحصر نفسها ضمن إطار المحادثات الرسمية مع الدول الست، ولكن يجب أن تجد وسائل أخرى لإجراء محادثات مع دول أخرى، للتمكن من التوصل إلى اتفاق». ولفت إلى انه سيقترح على فرنسا «العمل معاً» لتسوية «سياسية» للحرب في سورية، معتبراً أن «جنيف 2 يشكّل فرصة». وزاد: «سنؤيد ما تقبل به الحكومة السورية». في فيينا، نقلت وكالة «رويترز» عن ديبلوماسيين إن الصين وروسيا تنويان الانضمام إلى الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في ما يتصل بمسودة بيان خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يحض ايران على العمل مع الوكالة في شكل «ضروري وعاجل». أتى ذلك بعد ساعات على إعلان واشنطن تشديد العقوبات على طهران، مستهدفة للمرة الأولى الريال الإيراني وقطاع السيارات في ايران. وقال الناطق باسم البيت البيض جاي كارني إن الرئيس باراك اوباما أتاح فرض عقوبات على كيانات أجنبية تنفذ «عمليات شراء أو بيع ضخمة بالريال، أو لديها حسابات (مصرفية) بالريال خارج إيران». وأضاف أن القرار يتيح «فرض عقوبات جديدة على من يقومون، عن سابق علم، بصفقات مالية أو أخرى مرتبطة بقطاع السيارات الإيراني». واعتبر مسؤول أميركي بارز أن «هذا سيجعل العملة الإيرانية الضعيفة، أكثر ضعفاً وأقل استقراراً»، مشدداً على أن «الفكرة هي جعل الريال غير قابل للاستخدام خارج إيران».