طهران، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت إيران أمس، أن الصين وبلداناً أخرى ومنظمات دولية ستشارك في مؤتمر دولي تُنظّمه في طهران منتصف الشهر الجاري، حول نزع السلاح النووي، في إطار سعيها إلى إثبات الطابع السلمي لبرنامجها الذري. ونقلت وكالة انباء «اسوشييتد برس» عن مسؤول في وزارة الخارجية الصينية قوله ان بكين تلقت دعوة الى المشاركة في المؤتمر، مشيراً الى ان لا قرار اتُخذ حتى الآن في هذا الشأن، علماً ان موعد المؤتمر يأتي بعد ايام على قمة للأمن النووي تعقد في واشنطن. في الوقت ذاته، أعلن الناطق باسم «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي شيرزاديان ان طهران ستكشف عن «إنجاز نووي جديد» خلال «اليوم الوطني النووي» في التاسع من الشهر الجاري، في احتفال يحضره الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست ان المؤتمر الذي سيكون بعنوان: «الطاقة النووية للجميع، السلاح النووي ليس لأحد»، «لقي ترحيباً دولياً جيداً»، موضحاً ان «دولاً ومنظمات دولية وأخرى غير حكومية، أعلنت استعدادها للمشاركة فيه». ويُعقد المؤتمر في 17 و18 من الشهر الجاري، بعد قمة دولية حول الأمن النووي تستضيفها واشنطن في 12 و13 من الشهر ذاته، للبحث في اتخاذ تدابير مشتركة من اجل ضمان أمن «المواد النووية» ومنع عمليات إرهابية نووية. ويُتوقع ان تشهد قمة واشنطن التي أعلنت بكين أن الرئيس الصيني هو جينتاو سيشارك فيها، مناقشة الملف النووي الإيراني. وقال سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي وأبرز المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي الذي أنهى زيارة لبكين، ان «الصينيين رحّبوا بمبادرة الجمهورية الإسلامية وبفكرة دعوة العالم الى نزع الأسلحة (النووية)، وسيشاركون في المؤتمر». أما وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي فرأى ان «مؤتمر طهران يختلف جوهرياً عن المؤتمرات التي عُقدت حتى الآن حول القضايا النووية»، لافتاً الى ان «الحديث في المؤتمرات يتم حول نزع الأسلحة النووية من غير الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، او كحد أقصى خفض الأسلحة النووية لدى الدول الخمس. مؤتمر طهران سيركز على التدمير التام لأسلحة الدمار الشامل». وأوضح ان «الهدف من عقد المؤتمر إثبات حسن نية إيران وموقفها الحساس تجاه موضوع السلاح النووي». في الوقت ذاته، نفى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لورنس سامرز وجود أي صلة بين إرجاء نشر تقرير نصف سنوي عن سياسة الصين في «التلاعب» بعملتها «اليوان»، والسعي الى كسب تأييد بكين لفرض عقوبات جديدة على طهران. والتقرير نصف السنوي عن أسعار صرف العملات الأجنبية الذي كان مقرراً نشره في 15 من الشهر الجاري، كان سيأتي بعد مشاركة هو جينتاو في القمة الدولية حول الأمن النووي في واشنطن. في غضون ذلك، أوردت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية ان رئيس مديرية التخطيط في الجيش الإسرائيلي الجنرال أمير ايشيل سيقوم بزيارة رسمية لبكين هذا الأسبوع، للقاء ضباط بارزين في الجيش الصيني. وأشارت الصحيفة الى ان ايشيل المُكلف التخطيط الاستراتيجي والشؤون الدولية في الجيش الإسرائيلي، «يأمل بعرض وجهة نظر الدولة العبرية حول سعي إيران الى امتلاك قدرت نووية عسكرية». وأضافت ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يدلين زار بكين أخيراً، حيث أبلغ الصينيين تفاصيل حول التقدم الذي تحرزه طهران في سعيها الى امتلاك أسلحة نووية. وزادت الصحيفة ان ناطقاً باسم الجيش الصيني، برتبة جنرال، زار تل أبيب الأسبوع الماضي وحلّ ضيفاً على نظرائه الإسرائيليين. ولفتت «هآرتس» الى ان «الجيش الإسرائيلي يعتبر المبادلات مع الصين مهمة في تخفيف معارضة بكين لفرض عقوبات على إيران». على صعيد الوضع الداخلي في إيران، أفادت وكالة الأنباء الطالبية (إيسنا) بأن حسن لاهوتي، حفيد رئيس «مجلس خبراء القيادة» هاشمي رفسنجاني، قد يواجه اتهامات أمنية، بعد اعتقاله فترة وجيزة في آذار (مارس) الماضي لدى عودته الى طهران من لندن، لمشاركته في التظاهرات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. ونقلت «إيسنا» عن المحكمة الثورية في طهران قولها ان تقريراً للتحقيق مع لاهوتي الذي أُطلق بكفالة، قد يُرسل الى المحكمة، «بتهمة ارتكاب انتهاكات أمنية ضد النظام». وأشارت الوكالة ايضاً الى ان حسين مراشي قريب زوجة رفسنجاني والنائب السابق للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، سيعود الى السجن ليكمل حكماً مدته سنة بتهمة الدعاية ضد النظام، بعد إطلاقه لمناسبة السنة الإيرانيةالجديدة التي بدأت في 21 آذار (مارس).