نوقشت في كلية السياحة والفنادق في جامعة الإسكندرية أخيراً، أطروحة ماجستير للباحث محمود عبدالله، تعد مقاربة جديدة لمفهوم الحركة السياحية في القاهرة. وفي تلك الأطروحة التي أشرف عليها محمد عبدالستار عثمان الأستاذ في جامعة جنوب الوادي، انتقد الباحث الخريطة السياحية الثقافية للقاهرة لكونها «تقليدية نمطية، تتشابه مكوّناتها وتتكرر برامجها، وتدور حول مناطق معينة وآثار محددة، ما يسبب ضغطاً شديداً على تلك المناطق، كما نتج من تلك الخريطة التقليدية حرمان كثير من المواقع الأثرية التي تزخر بها القاهرة والجديرة بالزيارة والمشاهدة، من المشاركة في النشاط السياحي». واقترح الباحث برنامجاً تنشيطياً سياحياً يقوم على استغلال مدافن حكّام مصر المشهورين في إطار خطة الدعاية السياحية لمصر، كمدفن الأشرف خليل وشجر الدر والناصر محمد والمنصور قلاوون والأشرف برسباي والناصر فرج، وغيرهم. وفي هذا الإطار اقترح محمود عبد الله أربع مناطق أثرية يجب الاهتمام بها وتنميتها سياحياً لإدراجها في خريطة السياحة الثقافية لمدينة القاهرة، وتلك المناطق تضم في مجموعها مدافن حكام مصر. أولاً: منطقة القاهرة المُعِزيّة والتي تتميز بتنوع آثارها وتعددها، ومن الممكن أن تُدِر دخلاً سياحياً إذا حظيت بالعناية اللازمة وتحولت إلى محمية أثرية. تضم هذه المنطقة شارعي الجمالية والمعز لدين الله الفاطمي اللذين يجمعان الكثير من المدافن حكام مصر في العصرين الأيوبي والمملوكي، مثل ضريح بيبرس الجاشنكير، المدرسة البرقوقية، قُبة الصالح نجم الدين أيوب، ضريح المنصور قلاوون، قبة الغوري، ضريح المؤيد شيخ. ثانياً: منطقة قلعة صلاح الدين وما حولها وتحوي الكثير من مدافن حكّام مصر منذ العصر الأيوبي وحتى عصر أسرة محمد علي باشا. لذلك يقسمها الباحث إلى مجموعات عدة: مجموعة القلعة، وتضم جامع محمد علي باشا ويحوي مدفنه. مجموعة ميدان صلاح الدين، وتضم قبة السلطان حسن، جامع الرفاعي، ومدافن الخديوي إسماعيل، السلطان حسين كامل، والملك فؤاد الأول والملك فاروق، مسجد المحمودية، قبة قانصوه أبو سعيد. مجموعة الدرب الأحمر، وفيها ضريح فايز بك، وضريح السلطان الأشرف شعبان. مجموعة شارع الخليفة، وفيها قبة الخلفاء العباسيين، قبة الأشرف خليل، قبة أم الصالح، قبة شجر الدر. ثالثاً: منطقة صحراء المماليك، وتتميز بأنها تشمل الكثير من أضرحة سلاطين مصر في العصر المملوكي الجركسي، فضلاً عن حكام مصر، مثل قانصوه أبو سعيد، آينا، برقوق، الأشرف برسباي، الأشرف قايتباي، قبة أفندينا وتحوي مدفني الخديوي توفيق والخديوي عباس حلمي الثاني. رابعاً منطقة الأمام الشافعي، وتضم مدافن أسرة محمد علي باشا. وأوصى الباحث بأن تكون التنمية السياحية للمنطقة قائمة على أن يتعايش السائح مع سكان المنطقة بثقافتهم وطباعهم، بمعنى أن تكون السياحة معايشة لنمط شيّق بالنسبة إلى السائح. ويرى محمود عبدالله أن الدعاية تلعب دوراً أساسياً في تنشيط الحركة السياحية بخاصة إذا تمت وفق خطة مدروسة، بحيث توجّه هذه الدعاية إلى الأسواق العالمية المهتمة بحضارة مصر، ويمكن للدعاية أن تزيد الحركة السياحية إلى المناطق المقترحة وتصبح على المدى الطويل تقليداً، وأن تقلل من تأثير الشائعات والاضطرابات السياحية والأخبار السيئة عموماً على قوة الحركة السياحية. وأوصى عبدالله أيضاً بتنفيذ مشروع صوت وضوء لمنطقة قلعة صلاح الدين وآخر في منطقة صحراء المماليك. كما طرح فكرة إصدار مجلة للثقافة السياحية تتولى إمداد المرشدين السياحيين بالجديد من المعلومات في مجال سياحة الآثار. كما اقترح إقامة برامج سياحية لتوعية المواطنين ودمجهم اقتصادياً في حركة السياحة.