أشاد معلقون إسرائيليون في الشؤون الأمنية بقرار رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تعيين رئيس «هيئة الأمن القومي» في مكتبه يوسي كوهين رئيساً ل «هيئة الاستخبارات والمهمات الخاصة» (موساد) خلفاً لتمير باردو الذي ينهي ولايته أواخر العام الحالي، واعتبروه «صحيحاً وموضوعياً وشجاعاً»، مشيدين ب «عمليات كبيرة جريئة» نفذها كوهين خارج إسرائيل حين كان ضابطاً كبيراً في الجهاز قبل انتقاله لرئاسة هيئة الأمن القومي، وهي عمليات تبقى طي الكتمان، ولأجل ذلك يحظى صاحبها بالمجد والتهليل. وأشار معلقون إلى أن نتانياهو أصاب حين قرر اختيار ضابط كبير سابق في الجهاز لترؤسه، متفادياً بذلك ضجة كبيرة كانت ستحصل لو اختار رئيساً من خارجه. وعزوا الاختيار إلى نجاح كوهين كرئيس لهيئة الأمن القومي في نيل ثقة نتانياهو، وأيضاً لكونه ابن ضابط سابق في عصابة «إيتسل»، ونشأ في بيت متدين يميني، وتخرج من مدرسة دينية. وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن التعيين لم يرق لرئيس موساد الحالي الذي دعم ترشيح نائبه الذي يشار إلى إليه بحرف نون (الحرف الأول من اسمه)، ما دفع نتانياهو إلى طلب تدخل رئيس موساد السابق مئير داغان للضغط على باردو بقبول التعيين أو على الأقل عدم إحداث ضجة ضده داخل الجهاز. وكان كوهين (54 سنة) تجند ل «موساد» قبل 32 عاماً، وتدرج في مناصب رفيعة كثيرة، منها قيادة وحدة تجنيد العملاء المعروفة ب «تسومت»، ثم الرجل الثاني في الجهاز قبل انتقاله قبل عامين إلى هيئة الأمن القومي. وأكد نتانياهو عند إعلانه تعيين كوهين ان أهم التحديات التي سيواجهها جهاز «موساد هو الإرهاب الذي تمارسه عناصر إسلامية متطرفة، على رأسها إيران وتنظيم داعش». وتابع أنه لدى اتخاذه قرار تعيين رئيس جديد ل «موساد» أخذ بالحسبان المركبات الثلاثة الرئيسة لعمل الجهاز: العملاني والاستخباري والعلاقات السياسية الخاصة مع دول لا تقيم إسرائيل علاقات رسمية معها. وقال إنه على الصعيد العملاني «سيواصل موساد تعزيز قوتنا من خلال نشاطات وعمليات سرية من الأفضل التزام الصمت حيالها». وأضاف أنه إلى جانب العمل الاستخباري «على موساد أن يلائم قدراته لعصر السايبر والتكنولوجية المتقدمة ليكون بين أفضل أجهزة الاستخبارات في العالم». وزاد أن «موساد سيواصل تطوير علاقات ديبلوماسية وسياسية في أنحاء العالم، بما في ذلك مع دول عربية وإسلامية». وقال كوهين مع تعيينه إنه يلتزم «القيام بكل ما في وسعه لتكون لشعب إسرائيل ودولة إسرائيل عمليات جيدة واستخبارات نوعية». وكتب المعلق العسكري في موقع «واينت» رون بن يشاي أن أهم المهمات الملقاة على الجهاز هو جمع معلومات استخباراتية حيوية لأمن إسرائيل في أنحاء العالم، فضلاً عن عمليات سرية يهدف بعضها إلى الحصول على معلومات استخباراتية أو إجهاض وتعطيل تهديدات لأمن دولة إسرائيل ومواطنيها، مشيراً إلى أن الرئيس الجديد عمل كثيراً في مضمار تشويش البرنامج النووي الإيراني ومحاولة عرقلته، ونال وطاقمه جوائز على هذا العمل. ورأى ان اختيار نتانياهو لكوهين يؤكد تفضيل رئيس الحكومة في هذه الفترة بالذات للعلاقات الخارجية السرية التي يقودها «موساد». وكتب: «ليس سراً أن مصالح مشتركة قوية تجمع بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية ليست مستعدة لإقامة علاقات علنية مع إسرائيل، وموساد هو القناة التي من خلالها تجري هذه العلاقات». في المقابل، أشار بن يشاي وغيره من المعلقين إلى افتقار الرئيس المقبل إلى قدرات في مجالات التكنولوجيا و»السايبر» الفضائي والأبحاث التي امتاز بها نائب الرئيس الحالي ل «موساد».