شارلوت (نورث كارولاينا) – رويترز - أشاد الرئيس الأميركي باراك اوباما بالمؤشرات الجديدة التي ظهرت عن تحسن سوق العمل في الولاياتالمتحدة، وحذّر في الوقت ذاته من استمرار وجود تحديات كبيرة أمام تحقيق نمو مطرد في سوق العمل. وأظهرت إحصاءات أن سوق العمل في الولاياتالمتحدة تؤمن 162 ألف فرصة جديدة في آذار (مارس)، تُعد اكبر زيادة تشهدها سوق العمل الأميركية خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وعلّق أوباما على النتائج التي أظهرها الاقتصاد: «لقد بدأت البلاد في العودة، مرّ وقت عصيب على بلادنا غير أن أسوأ ما في الأزمة انتهى، وبدأنا نرى نهاية النفق وهذا أمرٌ مشجع». وأضاف في كلمة ألقاها في مصنع لبطاريات «الليثيوم» في مدينة شارلوت في كارولينا الشمالية: «هذا الشهر يلتحق مزيد من الأميركيين بالعمل في المصانع أو المكاتب أو المحال التجارية». وأقر أوباما بأن بعض السياسات الاقتصادية لإدارته لم تحظَ بشعبية، لكنه أصر على أن البلاد لن تعود إلى سابق عهدها ما لم تضع قيوداً وتشديداً على إجراءات تحظى بموافقة وتأييد الجمهوريين. وأردف: «لا يمكننا أن ننسى السياسات الاقتصادية الفاشلة التي أدخلتنا في هذه الدوامة». وأفادت وزارة العمل الأميركية بأن تأمين فرص عمل جديدة تصاعد في شكل دراماتيكي في آذار بعد تسجيل خسائر لسنوات شبه متواصلة، بيد انه ليس كافياً لزحزحة معدل البطالة من 9.7 في المئة. وأمّن الإحصاء الشهري مؤشراً جيداً على التعافي الاقتصادي، مع وجود بطالة تطاول شخصاً واحداً تقريباً من كل عشرة أميركيين. تحدي البطالة وفي تقرير إيجابي نادر، تحدثت وزارة العمل الأميركية عن ارتفاع واضح في توفير فرص عمل جديدة، مقارنة بشباط (فبراير) الماضي، حيث خسر الاقتصاد الأميركي 14 ألف وظيفة وفقاً لإحصاءات منقحة. وقالت الوزارة: «إن عدد العاطلين من العمل قد تغير قليلاً ضمن حدود 15 مليوناً بينما ظل معدل البطالة على حاله عند 9.7 في المئة». وعلى رغم تأكيده أن «أسوأ ما في العاصفة اصبح خلفنا»، شدّد أوباما أيضاً على انه لا يزال يوجد «الكثير من العمل» قبل النهوض من العثرة، في وقت فقد نحو ثمانية ملايين أميركي وظائفهم خلال العامين الماضيين. وأوضح: «اليوم يوم مشجع، تعلمنا أن الاقتصاد انتج فعلاً إحصاءات مهمة في العمل بدلاً من فقدان أعداد مهمة من الوظائف». وأكد: «نحتاج إلى زمن لإنجاز نمو مطرد وقوي في فرص العمل التي نحتاجها». وذكرت وزارة العمل أن عدد الأميركيين الذين لم يعملوا لأكثر من نصف عام، ازداد 414 ألفاً في آذار إلى 6.5 مليون. وتمثل معالجة مشكل البطالة اكبر تحد أمام إدارة الرئيس اوباما، لا سيما أن البلاد مقبلة على انتخابات النصفية للكونغرس في الربع الأخير من هذه السنة. وأشار استبيان للرأي أجراه معهد «غالوب ويو اس تودي» إلى أن اكثر من 80 في المئة من الأميركيين اعتبروا البطالة قضية بالغة الأهمية في تحديد مسار تصويتهم في الانتخابات النصفية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.