كشفت مصادر أمنية في عدن أن اشتباكات اندلعت بين أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي ومسلحين من «القاعدة». وأعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس ان محادثات السلام بين الأطراف اليمنيين ستبدأ في جنيف منتصف الشهر الجاري (الثلثاء المقبل)، مشيراً إلى أن هادي وعد بالدعوة إلى وقف للنار في الموعد ذاته. وحضّ ولد الشيخ الأطراف اليمنيين على التزام هدنة إنسانية تتزامن مع المفاوضات من أجل إشاعة «أجواء بنّاءة». ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن المبعوث الدولي قوله في جنيف أمس، أن هناك إشارات إيجابية إلى إمكانية التزام وقف النار، مشدداً على أهمية الحل السياسي، وعلى أن اليمنيين وحدهم و «ليس أطرافاً أجنبية» سيشاركون في المفاوضات. واعتبر ان «صنع السلام يتطلب الكثير من الشجاعة والتضحية الذاتية والثّبات»، لافتاً إلى أن اغتيال محافظ عدن بسيارة مفخّخة يوضح الخطر الذي يواجهه اليمن، إن لم تجرِ المفاوضات سريعاً. وذكر ولد الشيخ أنه «شبه أكيد» من التوصل إلى وقف للنار قبل المحادثات، وقال: «يبدو أن الجميع يرحب بهذه الفكرة». واستدرك أن التوصل الى وقف دائم للنار يرتبط بنتيجة التفاوض. في غضون ذلك، علمت «الحياة» من مصادر سياسية في صنعاءوعدن، أن الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين وحلفاءهم وافقوا على جدول أعمال مفاوضات جنيف التي ستبدأ الأسبوع المقبل برعاية الأممالمتحدة. وأكدت المصادر أن الطرفين وافقا على وقف النار وهدنة إنسانية قبل بدء المحادثات، إلى جانب التزام جماعة الحوثيين إطلاق معتقلين سياسيين وعسكريين. وتوقعت المصادر أن يكون بين هؤلاء وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، وشقيق هادي، اللواء ناصر منصور، والقائد العسكري العميد فيصل رجب، والقياديان في حزب «الإصلاح» محمد قحطان وعبدالرزاق الأشول. وأصدر هادي أمس قراراً بتعيين القائد العسكري في «الحراك الجنوبي» عيدروس الزبيدي محافظاً لعدن، والقيادي الآخر شلال علي شائع، مديراً لأمن المحافظة، غداة مقتل المحافظ اللواء سعد بتفجير سيارة مفخخة أثناء مرور موكبه في منطقة التواهي. كما عين هادي المهندس فهد المنهالي، سفيراً لليمن لدى دولة الإمارات خلفاً لنجل الرئيس السابق أحمد علي صالح والذي أقاله هادي قبل أشهر. وأفادت مصادر أمنية في عدن أمس بمقتل مواطن بالرصاص في حي «إنماء» غرب المدينة، وتحدّثت عن اشتباكات ليلية بين القوات الموالية لهادي ومسلحين من تنظيم «القاعدة» في منطقة التواهي ومحيط معسكر المنطقة العسكرية الرابعة وجوار الشرطة العسكرية. وقال محافظ عدن الجديد العميد عيدروس الزبيدي في حديث هاتفي إلى «الحياة» من عدن، أنه «قَبِلَ التكليف من شعب الجنوب لا سيما ابناء عدن»، وأضاف: «جئنا من أجل تثبيت الأمن وسلامة المواطن والوطن». ورداً على سؤال عن الجهود الرامية لدمج المقاومة في أجهزة الدفاع والأمن، قال الزبيدي أن المقاومة هي «أساس نواة الجيش في المستقبل، والجيش الوطني اندثر وهو عملياً غير موجود». وعن رؤيته للتعامل مع الجماعات الإرهابية قال: «الإرهاب عدو للعالم كله، وسنحارب التطرُّف والإرهاب بكل أشكاله وأينما وجد». وعلى صعيد المواجهات ضد الحوثيين وقوات علي صالح، أفادت مصادر المقاومة بأن معارك ضارية اندلعت أمس في جبهات تعز، بخاصة في الجبهتين الغربية والجنوبية الشرقية في مناطق الوازعية والراهدة، بالتزامن مع ضربات لطيران التحالف طاولت مواقع الجماعة. وتواصلت المعارك في جبهتي مأربوالجوف، وأكدت مصادر المقاومة والجيش السيطرة على موقع «برق الخيط» قرب معسكر «اللبنات» في الجوف. وأضافت أن ستة حوثيين قتلوا بغارة للتحالف استهدفتهم في مديرية «برط» شرق محافظة عمران. وطاولت الغارات قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء، كما امتدت إلى مديريات رازح وضحيان وحرض وبكيل المير في محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين. وأفادت مصادر عسكرية بأن عشرات من الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى بنيران القوات المشتركة السعودية، على الشريط الحدودي المتاخم لمنطقة جازان، أثناء محاولتهم التسلُّل إلى أراضي المملكة صباح أمس. اعتراضات بحّاح وفي سياق آخر، علمت «الحياة» من مصدر في الحكومة اليمنية أن رقعة الخلاف بين الرئيس هادي ونائبه رئيس الوزراء خالد بحّاح اتسعت وأكّدت أن الأخير التقى سفراء الولاياتالمتحدة وبريطانيا والسعودية لدى اليمن، كما التقى ليل أول من امس رؤساء الأحزاب الموالية للحكومة الشرعية ومستشاري الرئيس. وذكر المصدر ان بحاح «أبلغهم اعتراضه على القرارات التي أصدرها هادي أخيراً، والمتمثلة في دخول 5 وزراء الى التشكيل الحكومي، بينهم اثنان لمنصب نائب الرئيس». ولفت الى أن «بحاح لا يزال يعتبر هذه القرارات مخالفة للدستور اليمني وللمبادرة الخليجية، ويرفض توقيع قرارات تعيين الوزراء الجدد».