قال وزير الزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي إن شح الموارد المائية التي تعاني منه السعودية، يحتم عليها الإبداع في توجيه الاستثمارات الزراعية في قطاعات لا تستهلك الكثير من المياه. وأوضح في رده على سؤال ل«الحياة» أن القطاع الزراعي في المملكة يساهم بنسبة 2 في المئة من الناتج المحلي، مبيناً أن شح الموارد المائية يوجب أن نكون على قدر من الإبداع وأين نوجه استثماراتنا الزراعية، مثل القطاع السمكي، والدواجن، والبيوت المحمية، والمنتجات والقطاعات التي فيها أقل استهلاك للمياه. وكشف الوزير الفضلي، على هامش زيارته مزارع «نادك للألبان»، وافتتاح التوسعة الجديدة، أن الحكومة بصدد دعوة الشركات لتخصيص المطاحن قريباً، مشيراً إلى أن صوامع الغلال ستبقى هيئة تُعنى بالتنظيم لقطاع المطاحن. وفي السياق ذاته، أكد وزير الزراعة بوضوح أن هذه السنة هي الأخيرة لإنتاج القمح المحلي، على أن يتم الاستعاضة عنه بمشروع أمن غذائي وخزن استراتيجي سيرى النور قريباً. وقال: «نشكر خادم الحرمين الشريفين على توجيهه لنا بشراء الفائض من القمح، ما أنتج هذا العام، وأرغب أن أكون واضحاً أن هذه السنة تمثل السنة الأخيرة لإنتاج القمح، ولكن كبديل لذلك نعمل على مشروع مهم جداً، يُعنى بالأمن الغذائي والخزن الاستراتيجي سيرى النور قريباً». وعبر وزير الزراعة عن فخره بما وصلت إليه صناعة الألبان السعودية، لافتاً إلى أن صناعة الغذاء بشكل عام والألبان بصفة خاصة في المملكة تكاد تكون من الأفضل في العالم. وأضاف: «يجب أن نكون جميعاً فخورين بمخرجاتها وما أنجزت، هذه المنتجات لا يمكن أن يتوقعها أحد في بلد مثل بلدنا، وهي ثمار الجهد والمخاطر التي أخذت من رجال الأعمال. ولا ننسى دعم الحكومة لهذه المشاريع ومساندتها، وبخاصة في بداياتها». وتوقع عبدالرحمن الفضلي «مستقبلاً مشرقاً لهذا القطاع». لكنه توقع منه «أن يساهم بما عليه من مسؤوليات اجتماعية، في زيادة توظيف السعوديين وتدريبهم، وهم أمر قائم الآن، لكن نأمل بالأكثر، العامل الآخر المحافظة على الموارد الطبيعية، نتوقع منهم الاستمرار في ذلك واستيراد ما يحتاجون إليه من أعلاف من خارج السعودية». وفي سؤال عما تتعرض له صناعة الألبان من مطالبات بوقف التصدير وغيره، وأن ذلك يمثل هجوماً على الصناعة، اعتبر الوزير هذه المطالبات بالأفكار الجميلة التي تخلق الإبداع والتحدي.