نفى قيادي بارز في حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، أي ارتباط مع التنظيم الدولي لجماعة «الإخوان المسلمين»، لكنه لم ينكر التأثر الفكري بالجماعة المحظورة سعودياً، «على غرار ما هو شائع في العالم الإسلامي»، على حد تعبيره. وقال الأمين العام المساعد في الحزب الدكتور محمد السعدي في حديث إلى «الحياة» إن «الإصلاحيين أثبتوا حضورهم في الساحة اليمنية، لا سيما في تعز، فهم الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه، وحققوا منعةً وصموداً وانتصارات في كثير من المواقع». وطلب من الإمارات وغيرها «ممن لديهم حساسية من الإخوان في أماكن أخرى أن ينفتحوا على الإصلاح اليمني، وأن يسمعوا منه مباشرة»، متمنياً أن «يحدث ذلك في القريب العاجل». وأكد القيادي الذي يشغل أيضاً منصب وزير التجارة في حكومة خالد بحاح «الحاجة إلى إعادة هيكلة العلاقات الشمالية-الجنوبية في شكل متوازن، وعدم حرمان منطقة على حساب أخرى داخل الوطن الواحد»، مبيناً أن «تقرير المصير أو الانفصال أو الإندماج يجب أن يكون بالطرق السلمية، فطالما نريد أن ننفصل لماذا ننفصل ونحن نتقاتل». واعتبر سقوط صنعاء بيد الحوثيين، وقبلها عمران «أمراً أُعد له منذ سنوات، والمستهدف منه ليس اليمن وإنما المنطقة برمتها». ورداً على سؤال عن استماتة الرئيس السابق علي صالح على تعز، قال: «صالح لديه ذكريات قديمة في تعز، ويرى أنها هي التي أطلقت الثورة في 2011، والساحات التي امتلأت بالأصوات العالية التي طالبت برحيله، فكلمة ارحل يا صالح بدأت في تعز، ومن ثم هو يصفِّي حساباته وينتقم من أهل تعز، ولكن للأسف ينتقم من الأطفال والنساء والمدنيين في بيوتهم». وعن اتهامات صالح ل«الإصلاح» بمحاولة اغتياله في مسجد دار الرئاسة، قال: «هو، للأسف، أنكر جميلاً قدمناه له، كما قدمته له دول الخليج والمملكة، عولج في المملكة بعد أن خرج من الفرن محروقاً، وقدمت له السعودية على المستويين الشخصي والرئاسي، لذلك لا يقاس على اتهاماته؛ لأنه مجرب على المستويات المختلفة وليس اليمنية فحسب». وعن تفسير الحزب سقوط صنعاء المدوي بهذه البساطة في أيدي المليشيات الحوثية، ومن قبلها عمران، وقال: «ما حدث في صنعاء، وقبله في عمران، أُعد له منذ سنوات، والمستهدف ليس اليمن، وإنما المنطقة برمتها. الإيرانيون والعجم عموماً لا يشتغلون بالأشهر أو السنوات وإنما بالعقود والقرون، ومن ثم موقع اليمن الجغرافي والتقدير بتأثيره في دول الجزيرة، ولا سيما السعودية جعل الإيرانيين يفكرون مبكراً كيف يجدون موطئ قدم وبؤر جنوب المملكة في الأراضي اليمنية، وعملوا لهذا اليوم منذ سنوات، سواء في التربية أم التثقيف أم التدريب أم التخطيط العسكري أم التسليح». وعن نظرته إلى المواقف الخليجية المتباينة في شأن «الإخوان المسلمين» في اليمن، قال: «لديَّ عبارة أقولها: اسمع مني بدلاً من أن تسمع عني. وأطلب من الإخوة، سواء في الإمارات أو غيرها، أن ينفتحوا على الآخر، وهو الإصلاح، وأن يسمعوا منه. وكما أشرت إذا كانت لديهم مشكلات مع الارتباطات، أو كانت عندهم حساسية من الإخوان في أي مكان من العالم، فهذا ليس موجوداً لدى الإصلاح، وحاولنا التواصل مع الإمارات، وما زلنا نحاول، ونتفاءل خيراً». وفي ما يتعلق بالقضية الجنوبية، وموقف الحزب منها، ونظرته إليها بعد الحرب الأخيرة، قال إن: «حزب الإصلاح في فلسفته وهيكله الإداري يقوم على اللامركزية، مثلاً في كل محافظة يوجد مؤتمر عام، ومجلس شورى، ومكتب تنفيذي، ومن ثم السلطات الثلاث موجودة في المستوى المحلي، والوحدة بمفهومها الصحيح هي قوة للأمة ومانعة للوقوع في الضعف». واستدرك «أن ما حدث في الجنوب الكل يتألم له، وفلسفة الإصلاح أن سوء إدارة الوحدة أدى إلى نتائج سيئة، ولكن لا يعني هذا أن الوحدة هي المجرم الذي تجب محاكمته، وإنما هناك وسائل للتصحيح لم تبذل بالطريقة الصحيحة، يعني أخذت مواقف متعددة، لكنها خاضعة للعواطف ورد الفعل؛ لأن الفعل كان سيئاً فكان رد الفعل أسوأ منه. والمستقبل لم يعد يتحمل الماضي كما كان، وإنما نحتاج إلى إعادة تفكير وهيكلة للعلاقات الشمالية-الجنوبية، وحتى الشرقية الغربية داخل الوطن الواحد، نحتاج إلى تعزيز التنمية في أماكن، والبدء في التنمية في أماكن أخرى، بمعنى ألا نبدأ خطوات إيجابية في مكان، ونحرم أماكن أخرى؛ لأن التوازن ضروري، وأنا أتصور أن القضية الجنوبية لم تعد تحتمل الصيغة السابقة ولا تحتمل الطرح التطرفي أيضاً».