عادة ما تتهم دولة الاحتلال كل من ينتقد ممارساتها العنصرية والوحشية بمعاداة السامية، متناسية أن ما تمارسه أو تدعو إليه في خطابها الرسمي، يفوق معاداة السامية بكثير. وفي هذا الصدد، أفصحت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن ثمة حاخامات في إسرائيل يحرضون على المواطنين العرب، ويبيحون قتل «غير اليهود»، ورغم ذلك يحظون بمساعدة مالية من الحكومة الإسرائيلية. وقال المحرر السياسي ل «هآرتس» عكيفا ألدار: هل يعلم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يحتج على التحريض الفلسطيني على اليهود بذلك. وأضاف إن نتنياهو يشكو من أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شارك في مراسم افتتاح ميدان سمي باسم الشهيدة دلال المغربي، ويعتبر ذلك تحريضا وتشجيعا للإرهاب. وأضاف أن بنيامين نتنياهو يحتج وبقوة على نشر التحريض الذي يذيعه الفلسطينيون في إعلامهم على إسرائيل، وكما قال أول من أمس لنواب أمريكيين «لا يصنع السلام كذلك».. ليس هذا وقت تشجيع المتطرفين المتدينين وتمويل منظمات متطرفة تحرض على الجيران اليهود. وتابع أما عندنا فإن أولئك الذين يحرضون على الجيران العرب هم دائما «أعشاب شاذة»، متسائلا لماذا تسقي حكومات إسرائيل هذه الأعشاب بماء عام، وتمول بأموال عامة. وضرب ألدار مثالا صحيفة «شفات بشفتو»؛ أي صحيفة «الموعظة» الأسبوعية التي توزع آلاف النسخ منها في الكنس في جميع أنحاء إسرائيل، حيث كتب الحاخام إسرائيل روزان، مؤسس مديرية التهويد ورئيس معهد «شؤون الشريعة والتكنولوجيا»، أنه حان وقت إعلان حرب على عرب إسرائيل، وعلى فلسطينيي الضفة الغربية، على حسب اختبارات واضحة تحدد، وأن يعرفوا على أنهم أعداء. وتساءل ألدار: هل يجب على نظام حكم ديمقراطي مستنير أن يكظم غيظه إزاء أقوال من هذا النوع أيضا. لكن أي نظام ديمقراطي مستنير ينفق على جسم يقف من وراء نشر أقوال بغيضة، وقال إن المعهد الديني «ما يزال يوسف حيا في نابلس»، الذي يحلل حاخامه إسحاق شابيرا قتل أطفال الأممين والأغيار، يحصل كل سنة على مئات آلاف الدولارات من خزانة الدولة العامة.