قال الخبير في شؤون الارهاب من «جامعة أوكسفورد» البريطانية، سكوت اتران، ان 95 في المئة من المقاتلين الاجانب الذين انضموا للقتال في صفوف تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) تم تجنيدهم عبر الاصدقاء أو العائلة، ونادراً ما تم تجنيدهم في المساجد. وذكر موقع صحيفة «ديلي ميل» البريطانية ان الابحاث أشارت الى ان ثلاثة أرباع المجندين اقتنعوا بالانضام الى الجماعات الارهابية من طريق الاصدقاء، بينما 20 في المئة انضموا من طريق العائلة. وأفاد تران خلال اجتماع نظمته لجنة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة انه «نادراً ما يتم التطرف عبر المساجد أو من خلال أشخاص غرباء او مجهولين»، موضحاً ان مقاتلي تنظيم «داعش» الذين ينتمون بالاصل الى عائلات مسيحية هم «الأشرس بين جميع المقاتلين». وأضاف ان «المجندين ينضمون الى تنظيم داعش لانهم يرون فيه نداءً الى المجد والمغامرة ووسيلة ليصبحوا أبطالاً». وذكر اتران، ان التنظيم لديه عنصر يسمى ب «الجذب الثوري» ويشبه ما كان موجوداً في الثورات الفرنسية والبلشفية في روسيا. وتابع اتران ان خلال بحثه، قابل بعضاً من مقاتلي تنظيمي «داعش» و«القاعدة» الذين قبض عليهم، اذ قال له أحد العناصر التابعة ل «داعش» ان «فهم الشباب أفضل بكثير من الحكومات التي نقاتل ضدها». وقال اتران :«هم (الجماعات المتطرفة) يجيدون مخاطبة الشباب، وبارعون جداً في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً». وأكد ان الاعتداءات التي شهدتها باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وقتل فيها 130 شخصاً هي «جزء لا يتجزأ من خطة التنظيم». وفي حزيران (يونيو) الماضي، اعلنت تونس عزمها اغلاق 80 مسجداً غير خاضعة لسيطرة الدولة، لتحريضها على العنف بعدما أطلق مسلح الرصاص على فندق سياحي في مدينة سوسةجنوب العاصمة، ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً. من جهته، كشف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي عن إستراتيجية جديدة لمحاربة التطرف، تهدف بشكل أساسي للتصدي للفكر المتطرف الذي تروّج له جماعات متشددة، وتقول السلطات إنه «قد يضع الشباب البريطاني على طريق العنف».