على رغم مرور ثلاثة أيام على خبر محاولة اغتيال الملا اختر منصور، زعيم حركة «طالبان» الأفغانية، لا تزال الحركة ترفض إعلان الحكومة الأفغانية المناوئة مقتله برصاص أطلقه عليه عبد الله سرحدي، أحد قادة الحركة، في مدينة كويتا. الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد وعد بالوصول إلى ملا أختر منصور الذي نفى تعرضه لإطلاق نار، ونشر تسجيل صوتي له على الإنترنت، لكنه لمّح إلى صعوبة تحقيق هذا الأمر حالياً في ظل إجراءات الأمن المتبعة للقاء القادة. ورفض بعض قادة «طالبان» التعليق على الخبر، وطلبوا عدم توجيه سؤال إليهم، فيما أشار قادة آخرون لم يكشفوا أسماءهم أن الملا هيبة الله، النائب الأول لمنصور، تولى قيادة الحركة في شكل موقت حتى معرفة مصير منصور أو انتخاب أمير جديد. أما الملا عبد المنان نيازي، الناطق باسم الجناح المنشق عن منصور وقيادة «طالبان» فأشار إلى أن سرحدي، أحد قادة الجناح المنشق عن «طالبان» بزعامة منصور داد الله، انتقم لمقتل الأخير على يد اتباع اختر منصور في ولاية زابل قبل أقل من شهر، ما ينذر ببدء حرب تصفية بين قيادات الجناحين المتصارعين. وجاءت محاولة اغتيال الملا اختر منصور قبل يومين من استضافة إسلام آباد «مؤتمر قلب آسيا» لبحث مستقبل أفغانستان والصراع فيها وآفاق السلام، وذلك في حضور الرئيس الأفغاني أشرف غني ووزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج ومسؤولين في الأممالمتحدة ودول كبرى خصوصاً الصين وروسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى دول أخرى معنية بالوضع الأفغاني. على صعيد آخر، تعهد الرئيس الأفغاني أشرف غني التحقيق في هجوم شنه الجيش بقذائف مورتر أول من أمس، وأسفر عن 8 قتلى مدنيين وجريحين قرب مسجد في منطقة سيد آباد جنوب العاصمة كابول التي تلحظ وجوداً كبيراً لعناصر «طالبان» التي أفادت في بيان: «ندين بشدة هذه الجريمة التي ارتكبها نظام كابول، ونعتبرها إشارة واضحة إلى وحشيته وطبيعته التي لا ترحم الناس». وقالت الأممالمتحدة إن حوالى 5 آلاف مدني أفغاني سقطوا بين قتيل وجريح في النصف الأول من السنة الحالية، وهو أكبر عدد منذ بداية تسجيل الضحايا من قبل المنظمة الدولية في 2009. ويعود ذلك إلى اشتداد القتال في أنحاء البلاد.