أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أنه «سيتنحى فوراً إذا تحرك الشعب ضده»، مثلما تحركت شعوب مصر واليمن وتونس ضد زعمائها، كاشفاً أن علاقة بلاده مع إيران «توترت وتراجعت بعد كشف محاولات طهران نشر المذهب الشيعي في السودان». ورفض البشير، خلال حديث صحافي أدلى به في عاصمة الإمارات، ابوظبي التي يزورها حالياً، قرارات المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بتهم ارتكاب إبادة وجرائم حرب في دارفور، معتبراً أنها «محكمة سياسية مخصصة لإرهاب الأفارقة». ورأى أن اتهاماتها الموجهة ضده «باطلة و»كاذبة». إلى ذلك، قال البشير إن رئيس حزب الأمة الصادق المهدي «رجل مثقف، لا يمكن تجاوزه ولا يوجد سبب لتواجده خارج السودان في ظل الحريات المتاحة ورئاسته حزب معارض نشط». ووصف زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي بأنه «إنسان ذكي ولديه الكثير من الأمور الإيجابية كما السلبية»، مشيراً إلى أن الهدف هو «خلق أمة سودانية موحدة متطورة». وعن جماعة الإخوان المسلمين، قال البشير، إن «إسلاميي السودان لا ينتمون إلى التنظيم العالمي للإخوان ولا علاقة لهم بإخوان مصر»، مؤكداً أن السودان تعامل مع الحكومة المصرية سواء حكومة «الإخوان أو السيسي أو (الحزب) الوطني» الذي كان يتزعمه الرئيس السابق حسني مبارك. وأوضح أن العلاقات الثنائية تشهد تقدماً بعد توقيع اتفاق الحريات الأربع «التنقل، الإقامة، العمل، التملك» المطبقة في السودان أكثر منها في مصر. وصف البشير الإعلام المصري، ب «الرديء» والمؤجج للصراعات وخلق المشاكل. وقال إن «الإعلام المصري روج للانتخابات النيابية فى منطقة حلايب المتنازع عليها بين البلدين في شكل استفز الشعب السوداني، ما أحرجني كرئيس واضطررت لأخذ موقف من أجل حق شعبي في تلك قضية». ونفى البشير، مساندة بلاده لإثيوبيا على حساب مصر، في ما يتعلق بسد النهضة الأثيوبي. من جهة أخرى، وقّعت وزارة الخارجية السودانية ووزارة التعاون الدولي الألمانية اتفاقاً لوضع برنامج مشترك لإنشاء مشاريع في السودان للدفع بالتنمية والحد من ظاهرة لجوء الأفارقة الى ألمانيا، التي رصدت 12 مليون يورو لتنفيذ تلك الخطوة. وسيبدأ بتنفيذ مشروع تنموي بقيمة مليوني يورو في مدينة كسلا في شرق السودان، حيث تُعدّ المنطقة معبراً للاجئين الفارين من اريتريا خصوصاً. وكشف منسق شرق أفريقيا في وكالة التعاون الألماني للتنمية رالف ماتيس خلال المحادثات التي جرت في مقر الخارجية السودانية، عن تواجد 12 مليون لاجئ أفريقي في ألمانيا، وصل نحو مليون منهم عبر السودان، مشيراً إلى أن بلاده لن تترك السودان يجابه قضية اللاجئين وحيداً. كما اتفق السودان وبريطانيا، على الترتيب لاتفاق يضمن تنسيق التعاون لمكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود، فضلاً عن العمل على الحد من الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر. وقال وكيل الخارجية السودانية عبد الغني النعيم خلال لقائه مسؤول الهجرة في الخارجية البريطانية جيمس شارب، وممثل وكالة الجريمة الوطنية في القرن الإفريقي روي قودين، إن إثارة الأزمات بصفة عامة وتأجيج الفتن والحروب يساهمان بصورة مباشرة في تدفق اللاجئين على البلدان الأوروبية، الأمر الذي يتطلب أن تعمل تلك الدول، خصوصاً بريطانياً، على وقف أي دعم سياسي أو مادي للحركات السودانية المسلحة وإقناعها باختيار طريق الحوار والمفاوضات من أجل التوصل إلى سلام دائم في البلاد.