أعلن الرئيسان السوداني عمر البشير والمصري محمد مرسي أن الخلاف على مثلث حلايب الحدودي لن يكون عائقاً أمام مشروعات التكامل بين البلدين. واعتبر مرسي أن التقارب بين نظاميهما الإسلاميين «لا يمثل تهديداً لأحد... كما أنهما لا يريدان حرباً أو عدواناً ضد الآخرين»، لكنه رأى أن هذا التكامل «يواجه أعداء». وقال مرسي في مؤتمر صحافي مشترك مع البشير في اختتام زيارة استمرت يومين للخرطوم: «لا توجد مشكلة بيننا وبين أشقائنا في السودان حول الحدود، وبمرور الوقت ستنتهي هذه الملفات العالقة القديمة». ووعد بمصادقة حكومته على اتفاق الحريات الأربع مع السودان (التملك والتنقل والعمل والإقامة) قريباً، بعدما صادق عليه السودان قبل سنوات. وأعلن استضافة القاهرة قمة ثلاثية تضم كلا من مصر والسودان وليبيا قريباً للبحث في دفع التعاون في شتى المجالات. وتعهد مواصلة جهود بلاده من أجل تسوية القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا من أجل الوصول إلى علاقات قوية ووثيقة بين الجانبين. وقال إن القاهرة «ستعمل على دمج مختلف الحركات الدارفورية في اتفاق السلام ودعم إعمار دارفور، والقيام بمشاريع بنى تحتية في السودان». وأوضح أنه سيتم خلال المرحلة المقبلة افتتاح الطريق الشرقي ثم الغربي المحاذيين للنيل بين البلدين «ليكونا شريانين إضافيين يربطان بين البلدين». وأشار إلى أن حجم الواردات المصرية من السودان زاد خلال الفترة الماضية إلى 800 في المئة، وتم تأسيس تسع شركات مصرية في السودان. وأكد أمام آلاف في حضور البشير عقب أدائهما صلاة الجمعة في مسجد النور شمال الخرطوم، أن التعاون بين النظامين الإسلاميين «لا يمثل أي تهديد»، بل «يواجه أعداء». وأضاف: «نحن في مصر والسودان متكاملان وهناك أعداء لهذا التكامل»، مشيراً إلى أن الدولتين «لا تريدان حرباً أو عدواناً» على الآخرين. وكان مرسي قال خلال مخاطبته ممثلين عن الجالية المصرية في الخرطوم أمس إنه سيدعو المصريين إلى «ثورة ثانية على الفاسدين والذين يعملون على تشويه صورة مصر إذا اقتضى الأمر». وأكد أن «لا سبيل إلى عودة الفاسدين والذين يعملون على تشويه صورة مصر، ونعمل على إجهاض مخططاتهم، وإذا اقتضى الأمر القيام بثورة ثانية، فسأدعو المصريين إلى ذلك». واتهم جهات خارجية لم يسمها بأنها تستهدف بلاده «حتى تكون دولة مستهلكة لا منتجة على رغم ما يتوافر لها من موارد». وأضاف أن «كل الدعاوى عن عدم استقرار مصر فاشلة ومدبرة، وسيتم إجهاضها». وحذر من «مفهوم فرق تسد الذي يصدّره الخارج ليشغل مصر بنقاشات بعيدة من هدفها، وتركها دولة مستهلكة بدل أن تنقل فائضها إلى الآخرين بما لها من موارد». واعتبر هذا «فكراً استعمارياً يستهدف مصر»، مؤكداً قدرته على مواجهته. وقال إن الأزمة الاقتصادية الراهنة «ستعالج خلال ستة شهور وكحد أقصى 9 شهور». أما البشير فقال: «نحترم الحدود، ولكننا نريد أن تكون هناك الحريات الأربع مثل تنقل البضائع والأفراد بين البلدين، وستزول تلك الحدود ولن تكون هناك خلافات حول الحدود». وأعلن تخصيص قطعة أرض مساحتها مليوني متر شمال الخرطوم لإنشاء منطقة صناعية مصرية. والتقى مرسي قوى سياسية معارضة شملت زعيم حزب «المؤتمر الشعبي» حسن الترابي وممثلين عن «حزب الأمة» برئاسة الصادق المهدي والحركة الإسلامية السودانية .ودعا الترابي إلى «علاقة متينة بين الشعبين السوداني والمصري»، معتبراً أن «العلاقة بين الشعوب هي الدائمة». وناقش الرئيس المصري مع الأمين العام ل «الحركة الإسلامية» في السودان الزبير أحمد الحسن «قيام الحركة الإسلامية في البلدين بواجب الدعوة وقضايا تدريب وتأهيل الشباب وخلق برامج ثقافية في مواجهة التغريب الذي يمارسه الإعلام الغربي ضد الثقافة الإسلامية والعربية»، بحسب الزبير.