بعد اعتذاره عن إخراج مسلسل «سقوط الخلافة» الذي يعكف على كتابته المصري يسري الجندي لعدم اكتمال النص، يضع المخرج السوري باسل الخطيب اللمسات الأخيرة لمسلسل «أنا القدس» المؤجل منذ سنوات لأسباب إنتاجية كما ذكر الخطيب سابقاً. وتعدّ هذه التجربة الثالثة للخطيب في الدراما المصرية - السورية المشتركة بعد مسلسلي «جمال عبدالناصر» و«أدهم الشرقاوي»، إذ تنتجه شركتا «جوى للإنتاج الفني» و«أفلام محمد فوزي». يتناول المسلسل فترة زمنية مهمة في تاريخ القدس الحديث، تبدأ منذ 1917 عند احتلال الجيش البريطاني القدس في أواخر الحرب العالمية الأولى، وبداية الانتداب البريطاني على فلسطين، حتى نكسة حزيران (يونيو) 1967. ويتطرق العمل إلى الكفاح النضالي للشعب الفلسطيني على مختلف المستويات ابتداءً من السياسة وانتهاءً بالأدب، ويسلط المسلسل الضوء على عدد من الشخصيات البارزة آنذاك على مختلف المستويات. ولا شك في أن الأعمال التلفزيونية التي تطرقت إلى القضية الفلسطينية قليلة على رغم أنها تعتبر إحدى القضايا المحورية في حياة المواطن العربي، ويعود ذلك الى أمور تتعلق بالتسويق والبيع للفضائيات العربية. ولعل الدليل مسلسل «الاجتياح» الذي تطرق الى اجتياح المخيمات الفلسطينية من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعانى منتجوه من صعوبة التسويق لإحجام الفضائيات العربية عن شرائه لاعتبارات عدة، لكنّ فوزه بأهم جائزة عالمية للمسلسلات التلفزيونية («إيمي») دفع به الى الواجهة من جديد، ما دفع بعض الفضائيات الى شراء العمل وعرضه نزولاً عند رغبة المشاهد العربي. تصدي الخطيب لهذا العمل يعتبر مخاطرة تحسب له، بخاصة أن تسويق العمل لن يكون بالأمر السهل، وتعكس هذه الخطوة توجه الخطيب الى تقديم أعمال ذات بعد، بعيداً من هموم التسويق والبيع. ويبقى محتوى المسلسل وما سيقدمه من أحداث أحد أهم العوامل التي ستساهم في نجاحه. وربما تأجيل تنفيذ المسلسل مرات سيعود بالفائدة عليه، بخاصة أن هذا الوقت أتاح للمخرج الكاتب (باسل الخطيب) أن يصل إلى تصور واضح حول ما سيقدمه وما يريد إيصاله عبره. تصوير المسلسل يبدأ خلال أيام قليلة، ومن المتوقع أن يكون في مواقع سورية عدة منها دمشق، اللاذقية، صافيتا، حلب، دريكيش. ويشارك في المسلسل عدد من نجوم الدراما السورية منهم: أسعد فضة، عابد فهد، غسان مسعود، أمل عرفة، كاريس بشار، عبدالمنعم عمايري، ريم علي، صبا مبارك، صباح جزائري، وتاج حيدر.