سيطرت فصائل مقاتلة معارضة للنظام السوري أمس على بلدة استراتيجية تقع على طريق تربط بين محافظة حلب في شمال البلاد وحماة في وسطها وتعتبر بمثابة خط دفاع أول عن حماة، بالتزامن مع صد فصائل أخرى هجمات شنتها قوات النظام، في وقت شنت مقاتلات روسية وسورية غارات على ريفي حماة وحمص وسط البلاد كان بينها 15 غارة روسية على تدمر. وقالت شبكة «الدرر الشامية» أمس ان «الثوار أحبطوا محاولة قوات الأسد التقدم في ريف حماة الشمالي، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوفهم». وأفاد المكتب الإعلامي في «حركة أحرار الشام» أن «الثوار صدوا هجوماً لقوات الأسد، إثر محاولاتها التقدم إلى مزارع الحسين ومدجنة المخرز في محيط قرية عطشان بريف حماة الشمالي، وتمكنوا من قتل عددٍ من الجنود. ودمر الثوار دبابة لقوات الأسد بعد استهدافها بصاروخ تاو على جبهة الجنابرة، أثناء محاولتها التقدم باتجاه القرية لاستعادتها بريف حماة الشمالي». وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» قال ان «فصائل مقاتلة بينها جند الاقصى تمكنت من السيطرة بشكل كامل على بلدة مورك عقب هجوم عنيف وقصف مكثف بمئات القذائف والصواريخ». وتأتي خسارة قوات النظام لتلك البلدة الواقعة على الطريق الدولية حلب - دمشق، غداة استعادتها السيطرة على طريق تربط بين حمص في وسط البلاد وحلب كان تنظيم «داعش» نجح في السيطرة على اجزاء منها قبل اسبوعين. وأكد تنظيم «جند الاقصى» على حسابه على تويتر ان «تحرير مورك ما هو إلا جزء من معركة قد أعد لها إخوانكم في جند الأقصى فانتظروا ما يسركم في الساعات القادمة بإذن الله». في دمشق، أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس عن «وجود اشتباكات في محيط بلدة مورك»، مؤكداً ان «الوضع لم يحسم بعد». وأشار الى «وجود خروقات في اطراف البلدة يتم التعامل معها». وخلال اكثر من اربع سنوات من النزاع السوري، تبدلت السيطرة على بلدة مورك مرات عدة بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام، الا ان الاخيرة استعادتها بالكامل في تشرين الاول (اكتوبر) 2014. ومنذ السابع من تشرين الاول الماضي، بدأ الجيش السوري عمليات برية في محافظات عدة بدعم من الطائرات الحربية الروسية. وكان أحد الاهداف الرئيسية لهذه العملية استعادة السيطرة على كامل الطريق الدولية التي تقع عليها مورك والتي هي بمجملها في أيدي المعارضة. وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض ان «جند الاقصى» سيطر على مورك عقب معارك عنيفة اندلعت في المنطقة منذ ليلة أمس، تمكن «الثوار خلالها من السيطرة على نقطتين متقدمتين إضافة إلى النقطتين السابعة والثامنة، ليعقبها انسحاب أرتال قوات النظام وهروب كامل عناصره من المدينة تحت ضربات الثوار، ليسيطروا عقبها على كامل المدينة». وقال «جند الاقصى» ان مورك «بوابة النظام لريف إدلب الجنوبي من جهة، وخط الدفاع الأول عن مدينة حماة من جهة أخرى، كما للمدينة أهمية كبيرة بالنسبة للقرى الموالية في الريف الشرقي وبشكل خاص قرية معان الموالية للنظام، وتعتبر المدينة الأهم استراتيجياً من جهة موقعها على الأوتوستراد الدولي حماة – حلب». وأكدت وسائل إعلامٍ مواليةٍ للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي مصرع العميد أحمد سويقات خلال الاشتباكات في مورك، اضافة الى مقتل العميد إلياس صقر قائد غرفة عمليات النظام في مورك، حيث «تم التأكد من مصرعه عبر التجسس على أجهزة اللاسلكي الخاصة بقوات النظام، في ظل تكتم من قبل وسائل الإعلام الموالية على مصيره». كما اعترفت وسائل إعلام النظام أيضاً بمصرع العقيد حسن مكنا «أثناء هجوم الثوار على النقطة السابعة في مورك في ريف حماة الشمالي في هجوم تمهيدي شنّه الثوار قبل البدء بالمعركة». وقال «المرصد» في تقرير: «استشهد ضابط منشق عن قوات النظام برتبة رائد وهو قائد في لواء اسلامي، خلال الاشتباكات المستمرة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط بلدة مورك بريف حماه الشمالي، فيما ارتفع الى 15 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية يعتقد أنها روسية، على مناطق في بلدات وقرى اللطامنة ومورك ولحايا ولطمين بريف حماه الشمالي، ما أدى لسقوط جرحى، كما سيطرت قوات النظام على قرية البانة بسهل الغاب عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الاسلامية والمقاتلة، وسط استهداف الفصائل المقاتلة بصاروخ تاو أميركي دبابة لقوات النظام في القرية ما ادى لاعطابها، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في قرية تل هواش بريف حماه الشمالي». في ريف حمص المجاور، تعرضت مناطق في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، لقصف من قبل قوات النظام في وقت نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية «ما لا يقل عن 15 غارة على مناطق في مدينة تدمر ومحيطها بريف حمص الشرقي والخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية»، بحسب «المرصد». وأضاف: «استهدفت منطقتا القلعة الأثرية والمتحف ومحيطهما وأماكن أخرى في المدينة وأطرافها، ترافق مع قصف صاروخي مكثف من قبل قوات النظام، وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر التنظيم من جهة اخرى في منطقة الدوة غرب مدينة تدمر، في حين استشهد مواطنان اثنان وسقط عدد من الجرحى جراء قصف طائرات حربية يعتقد أنها روسية لمناطق في مدينة القريتين وبلدة مهين بريف حمص الجنوبي الشرقي، وسط القاء الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في بلدة مهين». في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد»: «تأكد استشهاد 19 مواطناً على الأقل من ضمنهم طفلان ومواطنة جراء قصف لطائرات حربية على مناطق في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة ووجود معلومات عن شهداء آخرين».