لسلسلة أفلام «روكي» مساحة خاصة في ذاكرة السينما، فالأفلام الست التي تحكي قصة ملاكم فقير عانى الأمرين قبل بلوغ المجد جمعت بليون دولار أميركي، وينتظر أن تجمع مزيداً من العوائد قريباً. إذ أنجز منتجها وبطلها الممثل الأميركي سيلفستر ستالون جزءاً سابعاً منها بعنوان «كريد» يحكي قصة ملاكم شاب يشرف روكي على تدريبه، وينتظر أن تستقبل دور العرض الفيلم الجديد الأسبوع المقبل. لكن كل ذلك النجاح وقصة الأفلام الستة والسابع المنتظر كانت أقرب إلى الخيال من الواقع، إذ رفضت كل شركات الإنتاج الكبيرة تبني مشروع الجزء الأول من الفيلم، وحاول ستالون كثيراً البحث عن ممولين لكنه فشل أكثر من مرة، فكيف نجح في النهاية؟ قاد إصرار الشاب الأميركي الفقير سيلفستر ستالون خلال منتصف سبعينات القرن الماضي، إلى تحقيق حلمه في بلوغ المجد والشهرة في عالم السينما، بعدما نجح في إقناع إحدى شركات الإنتاج بمنحه دور البطولة في فيلم من تأليفه، بعدما أغلقت شركات إنتاج عدة الباب في وجه الممثل المغمور آنذاك. وجاءت فكرة «روكي» عندما ذهب ستالون في 24 آذار (مارس) 1975 إلى حلبة مصارعة في ولاية كاليفورنيا لمشاهدة مباراة ملاكمة بين الملاكمين محمد علي كلاي و تشاك ويبنر. وقال ستالون: «قبل المباراة، لا أحد كان يعتقد أنها ستستمر أكثر من ثلاث جولات، لأن وينبر المحدود الموهبة يواجه أسطورة القرن العشرين، غير أن وينبر فاجأ الجميع، وتبادل الاثنان اللكمات، وكاد وينبر أن يهزم محمد علي في الجولة التاسعة». لكن محمد علي شن هجوماً عنيفاً على وينبر، ما أدى إلى كسر أنفه وفتح جروح بليغة فوق عينيه. وعلى رغم ذلك، استطاع وينبر الصمود حتى الجولة ال15 التي حسم فيها كلاي المباراة لمصلحته بالضربة القاضية. ويرى ستالون أن وينبر هو الملهم الرئيس ل«روكي»، ويوضح أنه "بعد انتهاء المباراة، ذهبت إلى المنزل مباشرة وقررت كتابة سيناريو فيلم يحكي عن ذاك الصمود الذي رأيته، خصوصاً أنني كنت في أمس الحاجة في تلك الفترة إلى قصة مثل هذه، نظراً إلى الظروف المادية الصعبة التي عانيت منها حتى اضطررت إلى بيع كلبي ب25 دولاراً لأنني عجزت عن إطعامه". وبعد مرور ثلاثة أيام، انتهى ستالون من كتابة النص وبدأ رحلة البحث عن منتج يتبنى فكرته. واتجه إلى بعض المنتجين الذين قدموا له عرضاً بشراء السيناريو في مقابل 125 ألف دولار، لكنهم رفضوا أن يمنحوا ستالون فرصة العمل في الفيلم، لذلك رفض العرض. وبعدها بأسبوعين اتجه إلى المنتجين أنفسهم في محاولة لتجديد عرضه بأن يحصل على دور البطولة، لكنهم أصروا على شراء السيناريو فقط، مقدمين عرضاً مغرياً آخر هو 300 ألف دولار، مع ذلك استمر في الرفض. كان حلمه أن يكون طرفاً فاعلاً في الفيلم، وأنه لن يقبل بأقل من ذلك. وفي نهاية المطاف، سمح له أحد المنتجين بالحصول على بطولة الفيلم، لكن في مقابل 25 ألف دولار فقط، ليوافق ستالون على الفور، لأنه لم يفكر في أي شيء وقتها إلا استرجاع كلبه الذي سبق وباعه من أجل سد جوعه، فذهب ليسترده، لكن مالكه الجديد رفض أن يرده إليه بالمقابل نفسه الذي اشتراه به، وطلب منه 3 آلاف دولار، دفعها ستالون من دون تردد. وصور ستالون الفيلم الذي حقق أرباحاً طائلة في عام 1976، ليصبح بعدها واحداً من أشهر نجوم العالم، وأحد كبار المشاهير الذين عرفتهم السينما العالمية، بعدما بدأ من الحضيض.