عشية بدء السنة الإيرانية اليوم، دافع الرئيس حسن روحاني عن حكومته التي تتعرّض لانتقادات من أصوليين، معتبراً أنها تشيع «سلاماً وهدوءاً»، فيما اتهمها نائب محافظ بانتهاج سياسة «علمانية». وقال روحاني في آخر جلسة لحكومته قبل السنة الجديدة، إنها تُوجِد «سلاماً وهدوءاً في المجتمع»، معتبراً أن الأمر يمكن أن يكون «قاعدة لحركة مجتمعنا». وتابع أن إبرام إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، اتفاقاً نهائياً يطوي هذا الملف، «سيُفيد الجميع»، بما في ذلك «المنطقة، الغرب والشرق وإيران». في المقابل، اعتبر النائب الأصولي محمود نبويان، أن وزارة الثقافة والإرشاد تنتهج سياسة «تميل نحو العلمانية ونشر القيم الليبيرالية». وعرض «أمثلة» على ذلك، مستشهداً بمقالات نشرتها صحيفتا «قانون» و «آسمان» المؤيدتان للإصلاحيين، اعتبرها مهينة للمقدسات الإسلامية. وكان المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران قدّم شكوى ضد نبويان، بسبب انتقاده اتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. في الوقت ذاته، انتقدت صحيفة «صبح صادق» الأسبوعية التابعة ل «الحرس الثوري»، تصريحات نُسِبت إلى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، تنصح الطلاب الجامعيين بانتهاج استراتيجية اللاعنف التي اعتمدها ألمهاتما غاندي في الهند، لئلا «يجرؤ أحد على قمع الشعب». واتهم مجلس صيانة الدستور بأنه يخضع لتأثير «أجهزة الأمن». ووَرَدَ في افتتاحية الصحيفة: «على السيد رفسنجاني أن يدرك أنه جزء من النظام». وخاطبته قائلة: «ما زال الشعب مستاءً من مواقفك السيئة في ما يتعلق بالفتنة (عام 2009)، ويأمل بعودتك (إلى كنف النظام). نريد رفسنجاني الذي شهدناه خلال حقبة الإمام (الخميني)، وكان صديقاً مخلصاً للمرشد الأعلى، لا رفسنجاني الذي يُرضي العدو!». إلى ذلك، حض علي شيرازي، ممثل المرشد علي خامنئي لدى «فيلق القدس» التابع ل «الحرس الثوري»، حكومة روحاني على «التزام الشريعة الإسلامية». وسأل: «الحفاظ على الإسلام هو في صميم كل المسائل. هل أن جميع المسؤولين في البلاد الآن، مهتمون بالإسلام والدين في المجتمع؟»، وتابع: «علينا أن ندرك أن واجبنا هو الدفاع عن الدين، وألا يصبح وجودنا الفلسفي لا شيء». وأكد وجوب إيلاء «اهتمام خاص» ب «المخاوف» الثقافية التي أعرب عنها خامنئي.