اعتبرت رئيسة الهيئة الوطنية الأرجنتينية للتنمية والاستثمار الدكتورة بيترايز نوفل أن الوقت مناسب جداً لتحقيق المزيد من التعاون والاستثمارات المشتركة بين المملكة والأرجنتين، نظراً لقوة ومتانة اقتصاد البلدين، وحضت رجال الأعمال للتنسيق مع نظرائهم الأرجنتينيين للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتوافر في عدد من القطاعات الاقتصادية في بلادها. وقالت بيترايز في محاضرة ألقتها بغرفة الرياض أمس حول الفرص الاستثمارية والتجارية في الأرجنتين بحضور وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم: «إن القطاعين الصناعي والزراعي يعتبران منطقة جذب وتعاون للاستثمار المشترك الذي يعود بالفائدة على الدولتين في ظل زيادة الطلب العالمي على الغذاء»، مشيرة إلى وجود اتفاقات بين البلدين في مجالات عدة تساعد في تفعيل التعاون التجاري والاقتصادي. وأضافت أن القطاع الزراعي يشكل أحد قطاعات التحدي التي تعول عليها الأرجنتين كثيراً في تلبية حاجات العالم من الغذاء، موضحة أن القطاعين الصناعي والزراعي مزودان بمصانع تستخدم أجود التقنيات الحديثة ما يجعلها قادرة على إنتاج منتجات بجودة عالية، مؤكدة أن تنوع المصادر الطبيعية أعطى الأرجنتين ميزة التنوع في زراعة المحاصيل الزراعية، وهو ما جعلها تحتل مكانة جيدة بين عدد من دول العالم في مجال الصادرات الزراعية. وطرحت في المحاضرة عدداً من الفرص الاستثمارية للسعوديين في الأرجنتين في القطاعين الزراعي والصناعي، وقالت إنها ستسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، كما تطرقت إلى أهم السلع التي تحتاجها الأرجنتين والتي تستوردها من المملكة، مؤكدة أن الحكومة الأرجنتينية تهتم بالمستثمرين الأجانب، وتقدم لهم الحماية والمعلومات اللازمة وفقاً للقوانين والأنظمة التي تضمن حقوقهم، إضافة إلى المساواة في المعاملات بجانب تقديم الخدمات وتوثيق الروابط بين المستثمر والشركات المحلية. من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض عبدالرحمن الجريسي أن ما يتمتع به اقتصاد الدولتين من فرص واعدة يفتح المجال أمام المزيد من الاستثمارات المشتركة، مشدداً على أن المملكة تعيش طفرة اقتصادية وتنموية في عدد من القطاعات رصدت لها الدولة بلايين الريالات. وأشار إلى وجود روابط اقتصادية وتجارية قوية للمملكة مع عدد من الدول الكبرى، مؤكداً أن الأرجنتين يمكن أن تكون واحدة من هذه الدول في حال الاستفادة من الفرص الاستثمارية في البلدين، وطالب بوجود تواصل مستمر وتبادل للزيارات بين رجال الأعمال في البلدين. ولفت إلى أن ما تم تقديمه من معلومات قيّمة حول الفرص الاستثمارية الواعدة في الأرجنتين يشكل لبنة مهمة باتجاه تطوير وتنمية العلاقات التجارية بين البلدين. يذكر أن الميزان التجاري بين المملكة والأرجنتين يميل لمصلحة الأرجنتين، وذلك لأسباب أهمها بعد المسافة بين البلدين وغياب المعلومات التجارية عن المملكة والأرجنتين. وتشير الإحصاءات الصادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في المملكة عام 2007 إلى أن قيمة صادرات الأرجنتين للمملكة بلغت نحو 2.1 بليون ريال في مقابل 71 مليون ريال صادرات سعودية للأرجنتين في العام نفسه.