فيما نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو احتمال تسليم السلطة الفلسطينية «أي متر إضافي» من الأرض الفلسطينية المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل المعروفة بالمنطقة «ج»، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إن الأوضاع الأمنية الحالية في الضفة الغربية لا تستوجب عملية عسكرية واسعة على غرار الاجتياح قبل 13 عاماً (عملية «السوق الواقي»)، مستبعداً أيضاً انهيار السلطة الفلسطينية. وفي تعقيبه امام نواب حزبه «ليكود» على الخبر عن بلورة «الإدارة المدنية» في الجيش خطة لتسليم السلطة الفلسطينية نحو 40 ألف دونم من المنطقة «ج»، قال نتانياهو إنه «لن يكون أي نقل أراضٍ للفلسطينيين، لا 40 ألف دونم ولا عشرة آلاف، ولا حتى دونم واحد». من جانبه، رفض يعالون في حديث للإذاعة العامة الدعوات الصادرة عن نواب من اليمين المتشدد للقيام باجتياح أراضي السلطة الفلسطينية أو العودة إلى «الاغتيالات»، كما دعا وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان بهدف وقف عمليات الدهس والطعن بالسكين التي يتعرض اليها الإسرائيليون يومياً، وقال إن قوات معززة من الجيش تنتشر في أنحاء الضفة وتقوم يومياً بحملات اعتقال «مشبوهين»، وعليه لا حاجة للاغتيال أو لعملية عسكرية واسعة «طالما يقوم المستعربون باعتقال المطلوبين حتى في قلب المدن الفلسطينية الخاضعة للسلطة». وأضاف أن الجيش يرصد أيضاً «التحريض المتواصل» على إسرائيل، ويقوم بإغلاق محطات إذاعية بتهمة التحريض «كما فعلنا أمس»، فضلاً عن توفير الحماية الأمنية والحراسة في مفترقات الطرق الرئيسة من خلال انتشار عدد كبير من رجال الأمن. وكرر يعالون اتهامه السلطة الفلسطينية بالتحريض على إسرائيل و»ببث السم في كتب التعليم، وهو ما يدفع ولد في الثالثة عشرة من عمره الى القيام بعملية طعن بالسكين». وقال إن الجيش سيعرف كيف يتغلب على «موجة الإرهاب الحالية، وكنا شهدنا في الماضي موجات أعنف وتغلبنا عليها، لكن الأمر لا يتحقق من خلال ضربة واحدة قاضية، ونحن نستخدم كل الوسائل لوقف الهجمات المسلحة». وأشار يعالون إلى أن الشعب الفلسطيني لا يشارك في الموجة الحالية، «ولا نراه في الشوارع أو في مواقع الاحتكاك متظاهراً محتجاً لإدراكه أنه يعتمد على اقتصادنا». وعزا «الإحباط» في الشارع الفلسطيني إلى عجز القيادة الفلسطينية عن توفير الاحتياجات الاقتصادية للمواطنين، «وليس إلى الاحتلال». ونفى أن يكون الجيش قدم للمستوى السياسي توصيات بتقديم تسهيلات للفلسطينيين، منها إمداد أجهزة الأمن الفلسطينية بأسلحة وعربات مصفحة ودعم اقتصاد السلطة الفلسطينية، وقال إن هذه الاقتراحات طرحت في حينه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مضيفاً أن إسرائيل تدعم الاقتصاد الفلسطيني من خلال توفير العمل لعشرات الآلاف من الفلسطينيين. واستبعد يعالون انهيار السلطة الفلسطينية، وقال إن الحديث عن الانهيار جرى أيضاً عند القيام بعملية «السور الواقي»، لكن للفلسطينيين مصلحة في عدم انهيار السلطة، و»مصلحتنا نحن في أن يكون هناك كيان قادر على السيطرة وفرض النظام العام والقانون وتوفير لقمة العيش لسكانه، وعلينا أن نساعد هذا الكيان في تطبيق سيطرته». جثامين الشهداء في غضون ذلك، افاد موقع «واللا» الاخباري العبري الالكتروني في تقرير امس انه على خلفية استمرار احتجاز جثامين 28 شهيدا فلسطينياً، حذرت جهات أمنية خلال مداولات لتقويم الوضع جرت الأسبوع الماضي، من حدوث قطيعة بين شيوخ الحمائل الكبرى في الضفة وضباط كبار في جيش الاحتلال ومسؤولين أمنيين، خصوصا في منطقتي الخليل وبيت لحم. واوضح أن اتصالات مباشرة كانت تجري بين الجانبين حتى قبل أسبوعين، لكن شيوخ الحمائل أوقفوا مثل هذه الاتصالات، وطالبوا بحزم بتحرير جثث الشهداء، خصوصا الشهيدات، من أجل دفنها. وقال أحد الضباط أن استمرار احتجاز جثث الشهداء «يمس بشكل دراماتيكي بمكانة الشيوخ داخل الحمائل، وبقدرتهم على التوجه إلى شخصيات مركزية داخل حمولتهم»، معتبراً أن «هذا الأمر يمارس ضغوطاً على الجميع، خصوصا على المستوطنين ويشكل خطرا على جميع الأطراف». ويسعى جيش الاحتلال إلى تحسين صورته في مقابل تعنت حكومة بنيامين نتانياهو، وقال ضباط في جيش الاحتلال إنه لو كان هذا الموضوع بأيدي الجيش لعمل على إعادة جثث الشهداء، لكن من خلال جهات ذات تأثير مثل شيوخ الحمائل، وبعد مفاوضات تهدف إلى تحقيق تهدئة.