عشية احتفال الأميركيين بعيد الشكر، حرص الرئيس باراك أوباما على توجيه رسالة عبر صفحته على «فايسبوك»، أبدى فيها تعاطفه مع عائلة الشاب الأميركي الأسود ليكوان ماكدونالد، الذي قتل قبل أكثر من عام برصاص رجل شرطة أبيض في مدينة شيكاغو، التي تتصدر المدن الأميركية من حيث عدد الجرائم التي تشهدها. وقد أثارت مشاهد الفيديو التي وزّعتها شرطة المدينة الأسبوع الماضي، موجة من الغضب في شيكاغو، وتظاهر مئات الناشطين والشبان من ذوي الأصول الأفريقية في شوارع المدينة، فيما لاقت كلمات أوباما التي وجّهها الى أبناء مدينته آذاناً صاغية. فحافظت التظاهرات على سلميّتها، ولم تتحوّل الى أعمال شغب ومواجهات مع الشرطة، كما حدث في بالتيمور في ولاية ميريلاند وفيرغسون في ميسوري. وتظهر الصور الجديدة الشاب الأسود البالغ من العمر سبع عشرة سنة، وهو يمشي في شكل طبيعي نحو سيارة للشرطة في الجهة المقابلة من الشارع، قبل سقوطه أرضاً إثر إصابته برصاصات أطلقها الشرطي جايسن فان دايك، الذي أفرغ 160 رصاصة في جسد الفتى الأسود. وشهدت المدينة على مدى الأيام الماضية، تحركات نظّمها ناشطون في حركة الحقوق المدنية الأميركية، وتجددت المطالبة بإجراء إصلاحات في إدارات الشرطة تفرض شروطاً واضحة وصارمة على استخدام السلاح ضد المدنيين، وتحارب ممارسات التمييز العنصري التي يرتكبها رجال الشرطة البيض ضد الشبان ذوي الأصول الأفريقية. على أن تأجج المشاعر العنصرية في الولاياتالمتحدة لم يكن في حاجة الى محفز إضافي كشريط الفيديو، الذي يصوّر مقتل الشاب الأسود في شيكاغو. فالحملات الانتخابية للمرشّحين الى الانتخابات الرئاسية، التي انطلقت قبل نحو خمسة أشهر، أثارت العديد من المسائل والقضايا ذات الأبعاد العنصرية، وشحنت نفوس المتشدّدين والمحافظين المعادين للمهاجرين من أصول لاتينية (لاتينو) والمسلمين والسود على حدّ سواء. وقد أظهرت دراسة حديثة نشرتها محطة «سي أن ان»، أن 49 في المئة من الأميركيين يعتبرون أن العنصرية من المشكلات الكبيرة التي تواجه بلادهم، بينما لم تكن هذه النسبة قبل أربع سنوات تتجاوز 25 في المئة. وتلاحظ الدراسة أن أكثر من 60 في المئة من الأميركيين من أصول أفريقية ولاتينية، يشعرون بأن مكافحة العنصرية يجب أن تكون أولوية، فيما لم تتعدّ هذه النسبة 30 في المئة في أوساط البيض. وعلى رغم أن فرص عثور الشاب الأميركي الأبيض على وظيفة قد تفوق بنحو عشر مرات الفرص المتاحة أمام الأميركيين الملونين، فإن الدراسة خلصت الى أن الشبان الأميركيين من الأصول الأفريقية واللاتينية هم أكثر اعتقاداً بالحلم الأميركي مما هو عليه الأمر لدى الأميركيين البيض. وقال 55 في المئة من السود و52 في المئة من ال «لاتينو» أنهم يعتقدون أنهم أقرب الى الحلم الأميركي مما كانت عليه حال أهاليهم، فيما لا تتجاوز هذه النسبة لدى البيض 35 في المئة.