دعت طهران الحكومة التركية الي ضبط النفس وعدم تصعيد الموقف مع روسيا علي خلفية إسقاط القاذفة الروسية الأسبوع الماضي، وسط مساع إيرانية بين أنقرةوطهران لتهدئة الأوضاع بينهما. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة»، أن طهران دعت الحكومة التركية الي ضبط النفس وعدم تصعيد الموقف مع روسيا علي خلفية إسقاط المقاتلة الروسية الأسبوع الماضي. وأضافت أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أجري اتصالين هاتفيين منفصلين مع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والتركي فريدون سنيرلي أوغلو، لتهدئة التطورات بينهما، وأنه «سمع كلاماً في غاية الاستياء من الجانب الروسي للسلوك التركي، إذ إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منزعج كثيراً من سلوك الرئيس التركي رجب طيب أردغان، الذي دعا الى اجتماع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بدلاً من تطويق الحادث، في حين سمع كلاماً يتضمن ليونة في الموقف من الجانب التركي الذي أكد عدم رغبته في التصعيد، لأن تطوّر الأحداث لا يصبّ في مصلحة البلدين». وكان أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، دعا البلدين الي «عدم تصعيد الموقف وضبط النفس واجتناب توسيع رقعة الحرب في المنطقة، لأن ذلك يصبّ في مصلحة الصهيونية والإرهاب». ووعد ظريف ببذل جهوده لتوفير الأجواء لعقد لقاء بين أردوغان وبوتين علي هامش مؤتمر المناخ الذي يُعقد في باريس غداً. وكان ظريف أرسل رسالة الي نظيره التركي، أعرب فيها عن أمله «بالتزام البلدين الصديقين والجارين لنا، الحكمة والكياسة لمعالجة الأزمة التي حدثت بينهما، لنتعاون معاً لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تهدّد المنطقة والعالم». ويعتقد الأكاديمي والمحلّل السياسي الإيراني داود هرميداس باوند، أن «دور المصالحة الذي تقوم به إيران لا يمكن أن يؤدي الي نتيجة في الوقت الحاضر ما لم تحدث تغييرات في مواقف البلدين في شأن الأزمة الحالية»، داعياً الي «عدم وقوف إيران لمصلحة أي من الطرفين، لأن ذلك قد يزيد في تطوّرات الأزمة». ورأي أن إيران تستطيع أن «تدعو البلدين الي عدم التركيز علي حادث الطائرة، والي ضبط النفس لأن مساعي المصالحة في الوقت الراهن قد لا تخدم المصالح الإيرانية». وأعرب عن اعتقاده أن الأزمة بين موسكووأنقرة «ستتطور، وأنها لن تقف عند إلغاء بعض العقود الاقتصادية، بل ستؤثر في طبيعة الحدود المشتركة بين سورية وتركيا»، مستبعداً أن تلجأ موسكو الي العمل العسكري لتنبيه أنقرة. وقال المصادر الإيرانية، أن طهران تعتقد أن الخلاف بين روسيا وتركيا «لا يخدم التطورات التي تحدث في الأراضي السورية، لجهة استغلال الضربات الجوية التي تقوم بها المقاتلات الروسية لمصلحة استرجاع المناطق في ريف حلب وصولا الي الحدود السورية - التركية المشتركة، من أجل السيطرة علي المنافذ الحدودية وقطع ارتباط الحركات المسلّحة بالأراضي التركية». وقدّم أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أمس، تقريراً مفصلاً الى مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني في شأن آخر التطورات السياسية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة.