قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (السبت)، إنّ "الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة طاهر ألجي (رئيس نقابة محاميي ولاية ديار بكر)، يؤكّد صحة إصرار الدولة التركية على الاستمرار في ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم". واستنكر إردوغان، في خطابه أمام حشد شعبي في ولاية باليكسير، التي يزورها للمشاركة في افتتاح عدد من المشاريع التنموية، الهجوم الإرهابي في ولاية ديار بكر جنوبتركيا، الذي أسفر عن مقتل رئيس نقابة محامي الولاية طاهر ألجي، وأحد أفراد الشرطة، إضافة إلى إصابة عدد من الصحافيين وعناصر أمن بجروح. وفيما يخص الاستثمارات الحكومية في ولاية باليكسير، أضاف إردوغان، "الدولة التركية نفّذت مشاريع تنموية وحيوية عدة، تصل كلفتها إلى 50 بليون ليرة تركية (حوالى 17 بليون دولار)، شاكراً في هذا السياق كل من ساهم في إنجاز تلك المشاريع". وتطرق إردوغان إلى التوتر الأخير بين تركياوروسيا، إثر إسقاط المقاتلة الروسية التي انتهكت الأجواء التركية، قائلاً، "لا نريد أن يؤدّي التوتر بيننا وبين روسيا، إلى نتائج محزنة في المستقبل، كما أننا نرغب في أنّ يتعامل الطرفان بشكل أكثر إيجابية مع هذه الحادثة". ودعا الرئيس التركي في هذا الصدد إلى حل الأزمة بالطرق السلمية، من دون إلحاق أضرار بالعلاقات القائمة بين البلدين، مشيراً إلى وجود احتمال عقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة التغير المناخي، التي ستُعقد في باريس مطلع الأسبوع المقبل. وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز "إف-16"، أسقطتا طائرة روسية من طراز "سوخوي-24"، في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سورية بولاية هطاي (جنوبا)، ووجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً قبل أن تسقطها، فيما أكد "حلف شمال الأطلسي" (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي. وشكك إردوغان، في نوايا عدد من المنظمات الإغاثية، التي تقوم بمساعدة اللاجئين السوريين داخل الأراضي التركية، بقوله، "تنشط في تركيا هيئات إغاثية تنتمي لحوالى 100 دولة تتعامل مع اللاجئين السوريين، ونعرف جيداً أن معظم تلك الهيئات لديها حسابات أخرى، وعلى رغم ذلك فإننا لا نعيق عملها طالما لم يحدث ما يهدد أمننا". وأشار إردوغان، إلى عدم وجود فرق بين التنظيمات الإرهابية الناشطة في سورية، ونظام الأسد قائلاً، "لا يوجد فرق بين تنظيم داعش والنظام السوري، كما لا يوجد أي فرق بين تنظيم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري، ونظام الأسد، فهذا النظام قتل أكثر من 380 ألف مواطن سوري، وكافة المنظمات الإرهابية بمن فيهم النصرة، ترتكب جرائم بحق الإنسانية". وجدد الرئيس التركي انتقاده للتدخل الروسي في سورية، لافتاً إلى أنّ "مكافحة داعش لا تتم من خلال قصف المعارضة السورية المعتدلة التي تحارب نظام الأسد".