استشهد أمس فلسطينيان في الضفة الغربيةالمحتلة برصاص الجيش الاسرائيلي، ليرتفع عدد شهداء الهبة الشعبية المتواصلة منذ شهرين الى اكثر من مئة، ما جعل العديد من المعلقين والسياسيين الفلسطينيين والاسرائيليين على السواء يطلقون عليها اسم انتفاضة، كما رفع مستوى السجال في اسرائيل بين المؤسسة الأمنية والمستوى السياسي في شأن سبل مواجهة الأوضاع في الضفة، خصوصاً لجهة التعاون مع أجهزة الأمن الفلسطينية من عدمه. (للمزيد) وارتفع عدد شهداء الهبة الشعبية المتواصلة منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى 101، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، التي أوضحت في بيان لها ان 18 من بينهم سقطوا في قطاع غزة، وواحد في منطقة النقب في اسرائيل. وذكرت ان بينهم 22 فتى وفتاة تحت سن الثامنة عشرة، و4 سيدات. في إسرائيل يتواصل التخبط في شأن كيفية مواجهة الهجمات المسلحة وعمليات الطعن بالسكين، وسط رفض رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو توصيات الجيش بمنح تسهيلات للسلطة الفلسطينية، بينها تسهيلات في الحركة ودعم الاقتصاد ومشاريع بناء وإطلاق سراح أسرى ونقل أسلحة وذخيرة وسيارات محصنة لأجهزة الأمن الفلسطينية لمساعدتها في تنفيذ اعتقالات ومنع الإخلال بالنظام العام. ووصف وزير الدفاع موشيه يعالون الأصوات التي تدعو إلى منع الفلسطينيين من العمل في إسرائيل أو استخدام قوة مفرطة وتدمير بيوت لمواجهة الهجمات، أو إلى اجتياح عسكري للضفة الغربية «كلاماً لا يقوم على تفكير ودراسة، بل شعارات فارغة». وأضاف أن الجيش اعتقل في الشهرين الأخيرين 800 فلسطيني من أنحاء الضفة الغربية، بعضهم اعتقل إدارياً من دون محاكمة. وكان يعالون أبلغ الكنيست مساء الأربعاء أن الجيش يعد لبناء سياج أمني محكم الإغلاق يفصل بين الخليل ومنطقة «لخيش» جنوب إسرائيل أشبه بالسياج المقام على الحدود مع مصر. وأقرّ قائد وحدة المظليين الكولونيل نمرود ألوني في حديث الى الإذاعة العسكرية أمس أن الجيش «يشعر بالحيرة في كيفية مواجهة موجة الإرهاب الحالية»، مضيفاً أن السؤال عما إذا كان ممكناً الانتصار على الإرهاب «ليس سؤالاً عسكرياً لأن الأمر مرتبط جداً بقرارات سياسية. فنحن في هذه المرحلة نقوم باللعب الدفاعي عن خط مرمانا ونحاول منع حصول الهجوم المسلح المقبل»، مضيفاً أن العمليات تحظى بدعم شعبي فلسطيني. واستبعد ضابط اسرائيلي كبير أن يتغير الوضع الأمني الحالي في الفترة القريبة، «بل سيستمر وقتاً طويلاً، لأسابيع ولأشهر، نشهد فيه عنفاً وعمليات مسلحة، ونحن نتأهب للتصعيد وللجمه بكل وسيلة ممكنة». ووصف الضابط ما يحصل «هبّة محدودة النطاق» مضيفاً أن الجيش نجح في إحباط 99 في المئة من عمليات خططت على يد خلايا في الضفة الغربية، فيما كثف الجيش متابعة ما ينشر في شبكات التواصل الاجتماعي بهدف رصد منفذي هجمات محتملين.