أعلن جهاز الأمن العام الاسرائيلي (شاباك) أمس انه اكتشف في الأشهر الأخيرة «قاعدة إرهابية كبيرة لحركة حماس في مدينة نابلس وضواحيها» في الضفة الغربية، واعتقال 40 من عناصر الحركة، بينهم قياديون بتهمة التحرك من أجل استئناف نشاط الحركة في الضفة. وأضاف أن عناصر الحركة قاموا بتهريب مجوهرات وذهب من الأردن إلى الضفة لبيعها بهدف تمويل النشاط. وأشار إلى أن المعتقلين كانوا على اتصال مع الناطق باسم «حماس» حسام بدران المقيم في قطر. وجاء هذا الاكتشاف في وقت تبنت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، المسؤولية عن إطلاق النار على سيارة يستقلها مستوطنون مساء أول من أمس قرب مفترق مستوطنة «شفوت راحيل» الجاثمة على أراضي الفلسطينيين بين مدينتي نابلس شمال الضفة ورام الله وسطها، ما أسفر عن مقتل مستوطن وإصابة ثلاثة آخرين بجروح. وقالت «مجموعات مروان القواسمة وعامر أبو عيشة» التابعة ل «القسام» في بيان أمس إن عملية استهداف المستوطنين «جاءت ضمن سلسلة عمليات نوعية تنفذها منذ أشهر». وأشارت الى أن إحدى خلاياها أطلقت «وابلاً من الرصاص على سيارة للمستوطنين من مسافة صفر»، قبل أن تعود «إلى قواعدها». وكانت مجموعات الشهيدين مروان القواسمة وعامر أبو عيشة اللذين اغتالتهما اسرائيل الصيف الماضي بدعوى أنهما قتلا 3 مستوطنين في الخليل جنوب الضفة، أعلنت في أوقات سابقة تبنيها عمليات مماثلة. واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون قياديين في «حماس» يقيمون في تركيا (لم يسمهم بالاسم) ب»تمويل وتوجيه عمليات يشنها فلسطينيون على أهداف إسرائيلية في الضفة». ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن يعالون قوله ايضاً إن «حماس تنقل أموالاً للضفة حصلت عليها من إيران من أجل تنفيذ عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية». على هذه الخلفية، صعّد وزراء اسرائيليون وقادة عدد من المستوطنات في الضفة أمس مطالبهم بتشديد القبضة العسكرية على الضفة، ودعوا إلى وقف التسهيلات الممنوحة للفلسطينيين في رمضان بداعي أن السلطة وراء التحريض على قتل المستوطنين. ورأى وزير الزراعة من حزب المستوطنين «البيت اليهودي» أوري أريئل أن العمليات الأخيرة ضد مستوطنين ناجمة عن «غياب الردع الإسرائيلي»، مضيفاً للإذاعة العامة أنه يجب تشديد الإجراءات العقابية ضد المنفذين، من ترحيل وهدم منازلهم وتكثيف البناء في المستوطنات، فضلاً عن إضافة قوات من الجيش والشرطة في محيط المستوطنات. ودعا السفير الإسرائيلي في الأممالمتحدة رون بروشؤور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى استنكار الهجمات الأخيرة على إسرائيليين، على غرار استنكاره العمليات الإرهابية في الكويت وفرنسا وتونس، مشيراً إلى «ارتفاع دراماتيكي في عدد الهجمات المسلحة منذ بدء شهر رمضان»، وأدرج هذا الارتفاع في إطار تعاظم الإرهاب العالمي. وأضاف أن الهجمات الأخيرة هي نتيجة مباشرة للتحريض من جانب السلطة الفلسطينية في وسائل الإعلام والتعليم. وكان وزير الدفاع موشيه يعالون أول المحرضين على السلطة واتهمها بأنها المسبب الرئيس للهجمات بسبب تحريضها، «كذلك التحريض في مسلسلات رمضان». في المقابل، عزا زعيم المعارضة اسحق هرتسوغ التصعيد إلى «ضعف الحكومة في مواجهته وغياب مبادرات سياسية لتغيير الأوضاع».