تشكل اللغة الأجنبية في الغناء الأوبرالي عائقاً بين هذا النوع من الغناء والجمهور العربي. وبغية تقريب هذا الغناء من الجمهور، ابتدعت عازفة البيانو شادن اليافي طريقة جديدة لتقديمه. تعتمد ترجمة الأشعار المغناة إلى اللغة العربية، وإلقائها على الجمهور قبل كل أغنية، مما يساعد المستمع على فهم الأغنيات وبالتالي التفاعل معها. وتعاونت شادن في ذلك مع مغنية الأوبرا رشا رزق. وأقيمت حفلة تجريبية منذ فترة في دار الأوبرا في دمشق. لكن الحفلة الأهم أقيمت في المركز الثقافي الفرنسي، ضمن فعاليات (أيام الفرنكوفونية) التي ينظمها المركز هذه الأيام لمناسبة مرور أربعين عاماً على تأسيس هذه المنظمة. وقامت بإلقاء القصائد المغناة الممثلة ميسون أبو أسعد. أما ترجمة الأشعار وإعادة صياغتها شعرياً فقامت به فاطمة عصام صبري والدة شادن. وتضمنت الأمسية أغانيَ للموسقيين الفرنسيين الانطباعيين غابرييل فورييه وكلود ديبوسي وقصائد للشعراء الفرنسيين فيكتور هيغو وسولي برودوم وآرماند سيلفستر وبول فيرلين وجان ريشبان. وغصّ مسرح المركز الثقافي الفرنسي بالجمهور الذي استمتع بأداء رشا رزق بصوتها الأوبرالي الساحر وعزف شادن اليافي المتقن والمعبر، والإلقاء الشعري الممتع للممثلة ميسون أبو أسعد. وشادن اليافي تحمل دكتوراه في العزف على البيانو من جامعة بوسطن في الولاياتالمتحدة. أقامت العديد من الحفلات الافرادية، وعزفت مع الفرقة السيفونية السورية. وتعمل حالياً خبيرة موسيقية في دار الأوبرا في دمشق. أما رشا رزق فهي خريجة المعهد العالي للموسيقى في دمشق. وشاركت في عدة ورش عمل في أوروبا. كما شاركت في العديد من الأوبرات العالمية، منها «دايدو وانياس» في تونس عام2002، وأوبرا «ابن سينا» في قطر عام 2003. واصدرت أول ألبوماتها الغنائية العربية عام 2007 بعنوان «بيتنا». وميسون أبو اسعد تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وشاركت في العديد من المسرحيات ضمن فرقة المسرح القومي، ومنها «عشاء عيد ميلاد طويل» و «كلاسيك». كما شاركت في العديد من المهرجانات المسرحية في سورية ولبنان ومصر وتونس.